ضمن «لقاء السحاب» في برنامج «مساء الخير» على أمواج إذاعة المنستير، تحدث الزميل محمد الماطري صميدة الصحفي بدار الأنوار، كما لم يتحدث من قبل، ولمدة ساعة كاملة عن تجربته الصحفية ومشواره مع القلم الذي انطلق مع المرحوم صلاح الدين العامري عميد «دار الأنوار» عندما كان رئيس تحرير جريدة البيان. ولقد تجوّل الزميل توفيق الخذيري، منشط البرنامج، في أسئلته المتنوعة في ثنايا حياة «مطران» كما يحلو لنا تسميته تدليلا وحبا فيه تماما كما تدفق محمد الماطري صميدة في أجوبته الشذيّة والعفوية، وتحدث كلاهما بقلب مفتوح وبعفوية نادرة وصراحة فياضة أثارت إعجاب المستمعين الذين هاتفوا الاذاعة شاكرين الاستضافة ومكبّرين في «مطران» تفرّد التجربة وتميز قلمه ومحبته لعمله وأيضا قدرته على شد جمهور القرّاء من خلال قلمه الفياض. اللافت للانتباه هو مطالبة أحد المستمعين، وعلى الهواء مباشرة بالحصول على تسجيل للحصة حتى تبقى ذكرى جميلة له ومرجعا له، وهذا نادرا ما يحدث في برامجنا الاذاعية وحتى التلفزية. أما عن فحوى هذا اللقاء الاعلامي، فلقد أكد فيه محمد الماطري صميدة على مدى عشقه لصاحبة الجلالة التي أعطاها عمره فبادلته عشقا بعشق وحبا بحب وهو ما مهّد للمنشط المتألق توفيق الخذيري بأن يبادر «مطران» بالسؤال عن بدايات هذا العشق فأجابه بأنه انطلق من جريدة «البيان» التي كان يرأس تحريرها المرحوم العميد صلاح الدين العامري ثم تعمّق هذا الحب وتحوّل الى جريدة «الأنوار» التي أسسها المرحوم صلاح الدين العامري والتحق بها ليحترف الكتابة بتشجيع من المرحوم العميد ورؤساء تحرير الدار، وهو يواصل المسيرة منذ 22 سنة. ولقد اختص الزميل محمد الماطري صميدة في كتابة وتأثيث الاركان الاجتماعية بعدما مارس جميع أنواع الكتابات السياسية والثقافية والادبية وحتى الرياضية إلا أنه أوغل في الاجتماعيات الى أن تفرّد فيها وتميز بأسلوبه الرقيق والراقي الذي ينم عن أحاسيسه المرهفة التي عرفناه بها. ولأن محمد الماطري صميدة من الذين يحوّلون المشاعر والاحاسيس الى كتابات مشوّقة بأسلوب روائي صادق ونادر، فقد بلغت شهرة أركانه «من الواقع» و«أمي المناضلة» و«دنيا الأنوار» و«مقامات الأنوار» و«أنوار الأنوار» جميع الجهات ووجدت الصدى الطيب لدى مختلف شرائح القرّاء الذين يجدون في أركانه الظل الوارف. ولقد تحدث أيضا «مطران» خلال هذه الحصة التي تخصصها إذاعة المنستير مساء كل اثنين للحديث عن تجارب المبدعين في مجالات شتى، بكل عفوية وخجل ظاهرين عن الكتب التي ألّفها وعن إنسانيته التي ساعدت بعضهم على تخطي كل الصعاب، وهو ما مهّد الى علاقة وثيقة خالصة بينه وبين قرّائه وهو القائل دوما «إن الكتابة عن هموم الناس أفضل وأبقى وأسمى وأرسخ في القلوب». «مطران» لم يتحدث خلال هذا البرنامج عن تجربته الصحفية فقط، بل تفرّع حديثه ليشمل بعض من كتب عنهم أمثال العالم التونسي الكبير محمد الأوسط العياري الذي تربطه به علاقة صداقة وثيقة جدا كشف ملابساتها وتفاصيلها وظلالها العميقة. ولأن الحديث كان ذا شجون في تلك الحلقة الرائعة من برنامج «مساء الخير» فقد طلب المنشط «توفيق الخذيري» من محمد الماطري صميدة أن يغني بعد أن بلغه أن «مطران يملك صوتا جميلا، فغنى «الماطري» جزءا من مقطع أغنية عبد الوهاب «لا تكذبي»، أدّاها «مطران» بطريقة خاصة جدا أطربت السامعين، ثم شفعها بأغنية فكاهية من تأليفه حيث جاءت هذه الاغنية معارضة لأغنية لطفي بوشناق «العين إلّي ما تشوفكشي» وقد أثارت هذه الاغنية فضول المستمعين وشدّت انتباههم. محمد الماطري صميدة تحدث أيضا خلال هذا اللقاء عن إبداعات الصحفي المنجي الطرابلسي والسيد التابعي وانبهاره بقلم الزميل سليم الربعاوي... وأيضا عشقه الشديد للنجم الرياضي الساحلي والاتحاد المنستيري وفريقه الأم النادي الهلالي... «مطران» تحدث ولمدة ساعة كاملة بكل عفوية وتلقائية ولم ينس ذكر فلذة كبده «خليل» الذي يتقاسم مع صاحبة الجلالة قلب محمد الماطري صميدة.