عادت مجموعة مسرحية «حس القطا» لجمعية بلدية دوز من القاهرة بعد مشاركتهم الناجحة في مهرجان المسرح التجريبي وقد لقيت المسرحية إهتماما من المشاركين في المهرجان والمهتمين بالمسرح العربي وخصصت لها نشرية المهرجان مقالا مهما الى جانب القنوات الاولى والنيل والثقافية. مخرج المسرحية حافظ خليفة الذي عاد الى القاهرة بعد غياب طويل وكانت مشاركته الاولى هناك بمسرحية « روميو وجولييت» مع ممثلين ايطاليين سيقدّم عمله الجديد امام لجنة التوجيه المسرحي يوم 31 أكتوبر الجاري في مسرح بلدية دوز. المسرحية الجديدة بعنوان «زريعة ابليس» وهي من تأليف ابراهيم بن عمر الذي كتب «حس القطا» وأهم أعمال فرقة دوز والمسرحية مقتبسة عن العملين الشهيرين لجان جينيه «الخادمات» و«أربع ساعات في شاتيلا» وتشارك فيها دليلة المفتاحي وجليلة بن يحيى ونورهان بوزيان وهاجر سعيد ومنصور الصغيّر ومنذر العابد كمساعد مخرج. الحكاية تصوّر المسرحية حكاية فتاة تعمل خادمة تتعرض لاغتصاب سيد البيت فتحبل بتوأم وبعد انجابهما للطفلتين تقتل في مجزرة حربية وتودع الطفلتين لدى اسرة يهودية وعندما تكبران تسعيان الى التخلص من السجن الذي وضعتا فيه فتلتقيان في سعيهما للحرية لكنهما تختلفان في الطريقة التي يمكن ان تخلصهما من هذا السجن ولو أدى ذلك الى قتل السيدة وعندما تفشلان في قتلها تقرران الموت والانتحار للتخلص من عذاب السجن وذلّ السيدة. المسرحية تحيل على حكاية أرض مغتصبة اسمها فلسطين وعن صراعات الأخوة الاعداء في الحركة الفلسطينية الآن كما تطرح سؤال الأنوثة في الثقافة العربية وإشكاليات الجسد. ف «زرّيعة إبليس» ليست الا اسرائيل التي زرعت في الارض العربية كنبتة لقيطة لكنها استولت على كل شيء وشرّدت شعبا من ارضه وقتلت وتقتل كل يوم الأبرياء والعزّل والأطفال وتعمل على زرع الفتن والكوارث في المنطقة العربية لتهديد استقرارها السياسي والاجتماعي. جدل هذه المسرحية يتوقع ان تثير جدلا كبيرا لان المخرج سيقدّم رؤية جديدة ل «خادمات» جان جينيه ولعمله الثاني «اربع ساعات في شاتيلا» فاذا كانت مسرحية « الخادمات» قد قدّمت في تونس اكثر من مرة ومع أكثر من مخرج فإنه للمرة الاولى تقدّم في ارتباط بعمل آخر وقضية شعب فاذا كانت الحرية بالنسبة لجينيه في هذا العمل لها مفهوم مطلق فإن حافظ خليفة ربطها بحرية فلسطين المغتصبة والمعذّبة. المسرحية ستعرض في ابن رشيق بعد عرضها الاول في مسرح مدينة دوز.