بعد أن تدعّم حضورها في جميع الميادين لا يمكن اليوم أن نغفل عن المكانة التي تحظى بها المرأة المسرحية في المسرح التونسي. ولئن اتسم حضورها في البداية بالتواضع إلا أن طموحها الفني لم يثنها عن تثبيت خطاها في مجال الفن الرابع على امتداد قرن من الزمن. وها هي اليوم تستعدّ للمشاركة في الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية التي لا يفصلنا عنها سوى أيام قليلة. وعن حضور المسرحيات التونسيات في هذه الدورة «الشروق» اتصلت ببعضهن فعبّرن عن مدى تمسكهن بخشبتهن واستعدادهن للقاء جمهورهن. وبالرغم من أن افتتاح هذه الدورة الجديدة من أيام قرطاج المسرحية سوف يكون سوريا أي من خلال عرض مسرحية من سوريا من اخراج رغدة الشعراني إلا أن حضور المسرحيات التونسيات سوف يكون بأعداد محترمة وهو ما أكدته بعض المسرحيات اللاتي سيحضرن هذه التظاهرة من خلال عرض انتاجاتهن وتقول في هذا الصدد الممثلة خديجة السويسي أنها تنتظر هذا العرس المسرحي وقد اختلطت عليها مشاعر الفرح والخوف في آن واحد مؤكدة أنها متخوفة من تكرار الأخطاء السابقة خاصة وأن الدورة 13 ركزت على الفرجة وغاب المسرح على حدّ قولها.. أما سعادتها فهي تكمن في أملها «أن تحمل هذه الدورة الجديد وتشهد مصالحة الجمهور مع المسرح الذي هجره في فترة سابقة وتتماشى العروض ورغباته..». أما عن حضورها فهي موجودة كمتفرجة لكنها حاليا بصدد تحضير مسرحية تقول خديجة السويسي: «إن اقتنعت بمشاركتي ووجدت نفسي في المستوى المطلوب سوف ألتقي بجمهوري على خشبة المسرح.. ماعدا ذلك أكتفي بالمشاهدة فقط»، مؤكدة أن حضور المرأة في المسرح أمر تجاوزته منذ زمن لأنها استطاعت أن تثبت جدارتها وتفرض فنها في مرحلة قد اجتازتها بنجاح. زمن العطاء ونفس الشيء أكدته المسرحية زهيرة بن عمار في حديث جمعها ب«الشروق» عن دور المرأة الفاعلة في المسرح التونسي والدليل بروز هذه الفنانة كممثلة وكاتبة نص ومخرجة أما في ما يخصّ مشاركتها في الدورة 14 من أيام قرطاج المسرحية فتقول زهيرة بن عمار «سوف أكون حاضرة من خلال الندوات واللقاءات» أما عن الحضور المسرحي فهي الآن بصدد التحضير لمسرحية جديدة وقد تشارك بها في هذا المهرجان. زهيرة بن عمار من الفنانات المسرحيات اللاتي أكدن حضور المرأة المتميز في المسرح فهي التي حازت على عديد الجوائز وكرّمت في الكثير من المناسبات وفي مهرجان دمشق المسرحي أثبتت أن المرأة التونسية فنانة مسرحية الى حدّ النخاع لذلك تقول زهيرة أن زمن إثبات الذات قد ذهب وحلّ محله زمن العطاء والابداع. في أوج النشاط ولحضور المسرحيات التونسيات في أيام قرطاج المسرحية 2009 مكانة متميزة أكدتها هؤلاء المسرحيات وهو ما أضافته الفنانة القديرة عزيزة بولبيار التي تشارك ب«طريحة النساء» وهي مسرحية هزلية من إخراجها نصّ عماد عمارة وتمثيل دلندة عبدو وعبد الرزاق جاب اللّه وعزيزة بولبيار.. كما أكدت عزيزة بولبيار أن المرأة المسرحية التونسية في أوج عطائها ونشاطها وبالرغم من أن الاخراج المسرحي كان في فترة ما حكرا على الرجل إلا أن اليوم تقول عزيزة «أصبحت المرأة المسرحية مخرجة جادة وساطعة في هذا المجال والأسماء كثيرة مثل زهيرة بن عمار ودليلة المفتاحي وابنة الفنانة منى نور الدين التي أخرجت عملا جيدا يستحقّ التقدير». متعدّدة الاختصاصات هكذا إذن استطاعت المرأة المسرحية التونسية أن تشقّ طريقها نحو الفن الرابع بثبات وتميّز وأكدت أنها جديرة بأن تكون ممثلة ومخرجة وصاحبة نص فهي التي ساهمت في إثراء المشهد المسرحي والتجارب كثيرة نذكر على سبيل المثال وجيهة الجندوبي في «مدام كنزة» وليلى الشابي في «راجل في حمام النساء» وزهيرة بن عمار في «سنديانة».. وسوف تكشف لنا هذه الدورة الجديدة من أيام قرطاج المسرحية التي تنطلق يوم 11 نوفمبر وتتواصل الى غاية 20 من نفس الشهر، مدى حضور المرأة المسرحية في المسرح التونسي.