أبدى المحامي العراقي البارز بديع عارف أمس تبرّمه وتحفّظه من بعض المعلومات التي أوردها المحامي خليل الدليمي في كتابه عن الرئيس الشهيد صدّام حسين، مؤكدا أن صدّام كان مخدّرا تماما عند اعتقاله وأنّ الوشاية بمكانه تقدّم بها أحد مرافقيه وليس صاحب المزرعة كما يذكر الدليمي. وعاتب عارف المحامي خليل الدليمي على تجنبه التوثق من بعض المعطيات والمعلومات ولأنه تسرّع بنشرها في كتابه المعنون «هذا ما حصل» الأمر الذي تسبب في تشويه صورة الرئيس الراحل على حد تقديره. وتحفّظ بديع عارف على مصادر البيانات والمعطيات لدى الدليمي خصوصا انه استبعد محامين كثيرين كانوا شاهدين على وقائع المحاكمة والاعدام. خدّر ولم يستسلم وفي بيان صحفي حمل عنوان «هذا ما لم يحصل» يشير عارف الى أن القوات الأمريكية اطلقت قبل لحظات من مهاجمة مزرعة قيس النامق قنابل تحذيرية في كامل محيط المنطقة مما أدّى الى تخدير صدام حسين. ويضيف أن الصور الأولى التي التقطت للرئيس الشهيد تثبت انه كان في غيبوبة عميقة. وفند في هذا السياق، ما ذهب اليه الدليمي أن صدّام قرر أن لا يقاوم في لحظة اعتقاله لانّه قائد معتبرا ان طبيعة الرجل المألوفة عنه من إباء وجسارة واقدام تتناقض مع طرحه. وشدّد على أن صدّام لو لم يكن مخدّرا بالكامل لقاوم ولاستشهد. براءة صاحب المزرعة وفي نفس سياق كشف الاخلالات التأريخية والتوثيقية في الكتاب أبرز المحامي العراقي أن اعتقال صدام حسين لم يحصل وفق الطريقة المدونة في المصنّف. واستبعد الدليمي ان يكون صاحب المزرعة التي اعتقل بها الرئيس العراقي وراء الوشاية، مؤكدا ان عائلة قيس النامق لا علاقة لها اطلاقا بابلاغ الأميركيين عن مكان صدّام. وأوضح أنه لو كان النامق هو «المخبر السري» عن مكان صدام لغادر المزرعة لحظة حضور الجيش الأمريكي لها ولقبض فعلا المكافأة. وأ شار في المقابل الى أن الذي أبلغ عن مكانه هو المرافق الذي ظهر بجانبه في الأعظمية لحظة احتلال بغداد. وتابع انه لولا التعذيب والتنكيل به من طرف الأمريكيين ما أدلى بتلك المعلومات، مؤكدا أنه لم يتحصل على المكافأة المالية باعتبار أنه لم يتبرع بالأخبار بل انتزعت منه. ويدلل الدليمي على صحة طرحه بالقول ان الابلاغ عن المكان كان من خلال الطاقم المرافق أو من أحد أفراده وليس من خلال صاحب المزرعة الذي تعرّض للظلم فصدام كان وحيدا لحظة اعتقاله ولم يكن مرافقه معه. واعتبر الكاتب أن عائلة النامق اصبحت مستهدفة ومهددة بالقتل بعد نشر الكتاب. كما رأى المحامي العراقي أن حديث الدليمي عن رفض القوات الأمريكية تسليم الرئيس الراحل للحكومة العراقية قبل اعدامه يجمّل صورة المحتل ولا يعكس الحقائق لأن القوات الأمريكية امتنعت عن تسليم علي حسن المجيد وسلطان هاشم وغيرهما رغم الحاح الحكومة. وأنهى عارف تقريره بالتشكيك في تخويل المؤلف باختيار الاسم المناسب لكتاب المذكرات قائلا ان كل الروايات المنقولة عن صدام حسين تبلغنا انه رجل لا يسمح لاَخرين مهما كانت قيمتهم بالبت في مسألة من هذا النوع.