يعتبر السمك الأزرق ملاذا للمواطن التونسي في ظل ارتفاع اسعار السمك نظرا لتلاؤم أسعار أغلب أنواعه مع قدرته الشرائية من جهة ومنافعه الغذائية المتعددة من جهة اخرى غير ان هذا الصنف من الأسماك شهد نقصا واضحا خلال السنة الحالية يصل الى 50% في بعض المناطق المنتجة. وأكد لنا السيد سيف الجربي عضو المكتب الجهوي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري نقص السمك الأزرق مفيدا انه تم القيام بدراسة لتقييم هذا المنتوج البحري خلال 2009 وتبين انه شهد نقصا واضحا في بعض الجهات لا سيما منها حلق الوادي بلغ 50% تقريبا. وأضاف أن السمك الأزرق موجود حاليا بنسبة أكبر بقليبية والمهدية والشابة وحلق الوادي وبنزرت. وحول أسباب هذا النقص ذكر محدثنا أن الاحتمال الأقرب هو كثرة وحدات صيد هذا النوع من الأسماك حيث لم يعد بامكانها التكاثر والتجدد. وقال : «نحن واعون بمخاطر النقص وسعينا كمهنيين بالتعاون مع ممثلي الادارة بحلق الوادي الى البحث عن حلول لهذه المشكلة واعلام الهياكل المعنية بخطورة المسألة». وأشار في نفس السياق الى ان هياكل البحث العلمي في مجال الصيد البحري تبحث عن سبل منع وحدات الصيد بالخليج الذي تضرر كثيرا للحفاظ على السمك الأزرق وبعض الانواع الأخرى التي تصطادها هذه الوحدات رغم انها ممنوعة بالنسبة اليهم. وهكذا يمكن القول ان نقص السمك الأزرق هو مسألة في حاجة الى طرح على جميع المستويات الهدف منها الحفاظ على الثروة السمكية وعلى صحة وميزانية المواطن الذي حرم خلال الفترة الأخيرة من استهلاك هذه المادة الغذائية الأساسية وتجاوب مع انخراط الدولة في ضرورة القيام بالرّاحة البيولوجية رغم ما يمكن ان يحدثه النقص من ارتفاع في الأسعار والحرمان من هذه المادة. اجراءات وللاشارة اتخذت الهياكل المعنية بالصيد البحري جملة من الاجراءات للرفع من نسق انتاج السمك الأزرق وتوفير الظروف الملائمة لترويج المنتوج من خلال تنشيط الحركية بموانئ الصيد البحري واحكام استغلال سوق الجملة الجديد وتشجيع البحّارة على انزال منتوجاتهم بالأسواق. وتتمثل الاجراءات بالخصوص في تشديد المراقبة داخل سوق الجملة واحكام تنظيم مسالك التوزيع فضلا عن اقرار مبدإ تركيز مؤسسات الخدمات وسط الموانئ وبعث مراكز للتبريد والتجميد اضافة الى احكام عملية النهوض بنشاط صيد السمك الأزرق وتطوير استغلال المخزون البحري لهذا النوع من السمك من خلال مزيد الترويج والتعريف بالخطة الوطنية لتنمية السمك الأزرق التي تهدف الى تطوير الانتاج لاقتحام الأسواق الخارجية وتطوير الصادرات التي كانت شبه منعدمة قبل انطلاق الخطة الى حوالي 4 الاف طن سنة 2008.