واصلت القوات السعودية أمس لليوم الثالث على التوالي حملتها العسكرية على معاقل المتمردين الحوثيين والتي بدأتها الخميس، مؤكدة استمرار الحملة حتى يتم القضاء على أي وجود لهم على أراضيها. وفي الوقت الذي استأنفت فيه طائرات سلاح الجو السعودي, قصف مواقع المتمردين الحوثيين على الحدود الجنوبية الغربية مع اليمن, أكدت مصادر إعلامية, أن القتال مازال جاريا بين الجيش والحوثيين في منطقة جازان. ضربات موجعة وذكرت تقارير صحفية إن العمليات العسكرية التي تنفذها المملكة «لتطهير» مناطقها الحدودية من المتمردين الحوثيين, أسفرت عن مصرع أكثر من 40 متمرداً واستسلام حوالي 100 آخرين, وسط تضامن خليجي وإسلامي مع الرياض في تصديها للتجاوزات التي ارتكبتها عناصر التمرد الحوثية. وقالت مصادر سعودية رسمية إن الضربات الجوية «مركزة على تواجد المتسللين في جبل دخان والأهداف الأخرى ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية», مضيفة أن «دخول هؤلاء المسلحين الى الأراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم, والتواجد على أرض سعودية, هو انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق باتخاذ الإجراءات كافة, لإنهاء هذا التواجد غير المشروع». وأوضحت أن «العمليات سوف تستمر لحين اكتمال تطهير المواقع كافة, داخل الأراضي السعودية, من أي عنصر معاد مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلا». وذكرت مصادر مطلعة أن اشتباكات وقعت بين أفراد من الجيش السعودي وعناصر حوثية تسللت إلى داخل القرى السعودية عصر أمس الاول. وذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية، إن عددا من المتسللين تنكروا في ملابس نسائية وحاولوا التسلل إلى داخل قريتي الدفينية والقرن السعودية (غرب الخوبة)، التي تتمركز فيها قوات الجيش السعودي، مرتدين زيا نسائيا، ومتخفين ضمن النازحين اليمنيين، الذين أجبرهم القصف الجوي على مغادرة مواقعهم على الشريط الحدودي، وحسب مصادر مطلعة فقد تم القبض عليهم، وتشير ذات المصادر أن عددا من المتسللين بادروا بتسليم أنفسهم إلى قوات الأمن في محيط جبل دخان بعد أن اشتدت المواجهة. وأضافت الصحيفة، إن طيران القوات المسلحة السعودية نفذ عمليات تمشيط جوية واسعة منذ فجر أمس الاول على الشريط الحدودي لرصد المتسللين والعناصر التي استهدفت المواقع السعودية في محافظة الخوبة والحرث والقرن. في المقابل قال مصدر طبي سعودي إن 7 أشخاص سعوديين بينهم جنديان قتلوا وأصيب 126 آخرون بجروح منذ بداية المواجهات. عمليات برية وجوية في نفس السياق، ذكرت مصادر سعودية لفضائية «العربية» إن القوات البرية والجيش السعودي يقومان بصد المتسللين على الحدود, مستخدمين في ذلك المدرعات, وأن الجيش بدأ بزيادة عناصره, فيما سلم 40 من الحوثيين أنفسهم للقوات السعودية واعتُقل عدد آخر, كما أكد مسؤولون سعوديون أن 40 متمرداً قتلوا خلال المعارك. وأكدت المصادر بدء تحرك حشود كبيرة من جنود المشاة السعوديين باتجاه المواجهة, وأن التحرك الكبير بدأ مباشرا باتجاه المناطق الجبلية التي يتحصن بها الحوثيون, حيث يتوقع أن تشهد المواجهات فصولا أقوى. كما كان تحرك المشاة مصحوبا بالآليات والتجهيزات المعتادة, فيما حرص المواطنون في سياراتهم على جانبي الطريق على بث روح الحماس من خلال عبارات مشجعة أثناء مرور الجنود. وفي نفس السياق، استنكر مجلس الشورى السعودي «عمليات التسلل والتجاوزات التي قام بها مسلحون إلى داخل أراضي المملكة بمنطقة جازان بجبل دخان والمجاورة لحدود جمهورية اليمن الشقيقة وما قاموا به من إطلاق النار على عدد من رجال حرس الحدود كانوا يؤدون واجب العمل على تأمين الحدود من الجانب السعودي أسفرت عن استشهاد رجل أمن وإصابة عدد من جنود حرس الحدود».