ردّ الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الأستاذ أحمد الإينوبلي في تصريح جديد ل«الشروق» على بعض الأصوات التي تهجمت عليه إثر الحديث الصحفي الذي أدلى به لصحيفة «الشروق» وطالب فيه الدولة الفرنسية بالاعتذار والتعويض للشعب التونسي عن حقبة الاستعمار. وقع التهجم على شخصك نتيجة موقفكم المطالب للدولة الفرنسية بالاعتذار ووصفك لأتباعها ب«الحركيين» وذلك خلال ندوة صحفية بمقر جريدة «الطريق الجديد» ما هو ردكم على ذلك؟ بلغني التهجم الذي صدر عن أحد الوجوه التي تدعي زورا وبهتانا الدفاع عن «حقوق الإنسان» لأن الدفاع عن القيم النبيلة يقتضي أن يتحلى الحقوقي على الأقل بالحد الأدنى من الأخلاق، لا أن ينعت من يختلف معه في الرأي بنعوت وأوصاف غير أخلاقية. شخصيا أتحلى بأخلاق شعبي العربي المسلم ولن انزلق إلى المستويات الدنيا وغير المسؤولة في التعامل، وعموما فإن من وصفني بتلك النعوت لا يستحق مني الرد أكثر مما ذكرت حتى لا يأخذ حجما أكثر من حجمه. أما ما يستحق الرد فعلا فهو أن الندوة الصحفية التي دعت إليها ثلاثة أحزاب (حركة التجديد وحزب التكتل من أجل العمل والحريات والحزب الديمقراطي التقدمي) وأشرف عليها رؤساء تحرير الصحف الثلاث الصادرة عن هذه الأحزاب فضلا عن حضور الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي والأمين الأول لحركة التجديد... السؤال الذي يطرح حقيقة هل أن ممثلي هذه الأحزاب السياسية يتبنون ما جاء على لسان الشماري، أم أن صمتهم هو إشارة إلى تبنيهم تهجمه على شخصي وعلى المبادرة التي طرحناها وطالبنا من خلالها الدولة الفرنسية بالاعتذار للشعب التونسي عن حقبة الاستعمار؟. لقد دعونا الأحزاب الثلاثة كما دعونا بقية الأحزاب والمنظمات والشخصيات والنخب إلى الانحياز إلى المبادرة لأنها تأتي من صميم القيم والثوابت الوطنية دفاعا عن الوطن والشعب ليس إلا. وإذا كان فعلا يعنيهم الوطن والشعب فلماذا سمحوا في ندوتهم الصحفية ل«الشماري» بالقول حرفيا «...البارحة سي الاينوبلي بكل وقاحة طالب فرنسا بالتعويض ونعتنا بالحركيين.. في «الشروق» صفحة كاملة...». إذا كان ذلك لأنني طالبت باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فرنسا بالاعتذار فلا أعتقد أن «الشماري» يمثل الدولة الفرنسية ولا هو وزير خارجيتها ولا نعتقد أيضا أن من صمتوا عن ذلك من قيادات الأحزاب الثلاثة هم كذلك. أما إذا كان الوصف يخص الجزء الثاني من المداخلة والمتعلق بتوصيف أتباع فرنسا ب«الحركيين الجدد» من طرفي فأقول لهم جميعا أي من نطق ومن صمت عن ذلك هل أنتم فعلا من أتباع فرنسا؟ حتى حصل ما حصل. لأنه في اعتقادي أن الصمت وعدم الرد على ما تفوه به خميس الشماري يفهم منه أن مطالبة فرنسا بالاعتذار يعتبر كما وصفه «وقاحة» وإذا كان الأمر غير ذلك فنحن ننتظر موقفا من الأحزاب الثلاثة. أما إذا تعلق الأمر بمسألة «الحركيين الجدد» فأنا لم أوجه هذا التوصيف إلى الشماري أو إلى الجهة بعينها بل وجهتها إلى أتباع فرنسا وإذا كان الشماري يعتبر نفسه ومن معه من الحضور أنهم من أتباع فرنسا (إذ قال «نعتنا بالحركيين») أي هو ومن معه من ممثلي الأ حزاب الثلاثة وعليه فإن الأمر كذلك إلى حين إعلان الموقف من المبادرة ونحن ننتظر ذلك. ما موقفكم مما صدر عن السيد وزير خارجية فرنسا بخصوص مطالبته بالإفراج عن توفيق بن بريك المتهم في قضية حق عام ارتكبت أفعالها بالتراب التونسي؟ أنا أستغرب موقف وزير خارجية دولة كبرى كفرنسا وهي عضو دائم بمجلس الأمن أي من الخمسة الكبار أن تحشر نفسها في قضايا فردية متعلقة بشخص ماثل أمام القضاء وأستسمحك بأن لا أضيف أي شيء آخر حتى لا أحشر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في مسائل أقل منه بكثير وهو أكبر من توفيق بن بريك ومن مضامينه التي يحملها إن كانت لديه مضامين أصلا. حين قلنا في جوابنا عن السؤال الأول إن المسألة لا تستحق أكثر إذا نظرنا إليها في شخص الشماري لأنه أقل بكثير أن يهتم حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي به وبتصريحاته ولكن اهتممنا بموقف الأحزاب التي احتضنت تصريحه وباركته وليس لشخصه حتى لا يعتقد البعض أن هذا الشخص أو أمثاله عندهم قيمة تذكر لدينا نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي.