بعد مهرجانيْ طبرقة وقرطاج بعث بسوسة مؤخرا مهرجان للجاز حضره أقطاب هذا الفن في تونس كفوزي الشكيلي، محمد علي كمون، نبيل خمير... ولمزيد تسليط الضوء على هذا المهرجان اتصلت «الشروق» بمدير هذه التظاهرة وهو الشاب حاتم هميلة أستاذ بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة، والذي كانت له مشاركات في عدة تظاهرات موسيقية في العزف، كان لنا معه حوار حول نشأة هذه الدورة الاولى لمهرجان الجاز بسوسة وتقييمها وهذه التفاصيل: لو تقدم لنا هذا المهرجان؟ هو مشروع فني سيثري المشهد الثقافي بسوسة ويضفي عليه حيوية جديدة لتخصصه في موسيقى عالمية محبوبة وهي الجاز والاكيد أنه بمرور الدورات سيستقطب أكبر عدد من السياح. وبحكم اختصاصي الموسيقي والاكاديمي أردت تفعيل الجانب الفني لهذه النوعية بتوظيف نخبة من ألمع الموسيقيين التونسيين في الجاز. هل يعتبر هذا المهرجان امتدادا لمهرجاني طبرقة وقرطاج للجاز؟ هذان المهرجانان أعتبرهما دافعا مشجعا لبعث مهرجان خاص بسوسة في إطار تفعيل اللامركزية الثقافية ولما لا يكون لكل ولاية مهرجان خاص بالجاز وهذا من شأنه أن يطوّر ويثري هذه النوعية الموسيقية والتي أصبحت في علاقة تفاعل مع الموسيقى التونسية بما يعرف بالايتنوم جاز. هل من خصوصيات تميز مهرجان سوسة للجاز؟ حاولنا التركيز التام على الاسماء التونسية اعترافا بقدرات المبدع التونسي ولإثبات أن «الجاز» ليس حكرا على دول دون أخرى. ما بين ولادة الفكرة وتنفيذها كيف كانت هذه المراحل؟ ولدت الفكرة في احدى اللقاءات الخاصة بلجان التفكير في الاستعدادات للحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية بسوسة حيث وقعت دعوتي في لجنة الثقافة والشباب وبحكم اختصاصي الموسيقي تقدمت بفكرة بعث مهرجان للجاز بسوسة نظرا لرواج هذه النوعية الموسيقية ومدى تأثيرها على مختلف الانواع الموسيقية منها المقامات الشرقيةوالتونسية فلاقت هذه الفكرة كل الاستحسان من الحاضرين وعلى رأسهم السيد محمود رمضان الكاتب العام للجنة التنسيق بسوسة وتلقيت الموافقة الرسمية في شهر سبتمبر وانطلقت في تخطيط البرنامج وهيكلة المهرجان ككل وكان التنفيذ أكثر جهدا من التخطيط باعتبار قصر مدة التحضير ولكن رغم التعب سارت الامور كما يجب والحمد لله وبالمناسبة أشكر كل من قدم يد المساعدة لهذا المهرجان الذي نرجو أن يكون مكسبا ثمينا لهذه الولاية. هل يعتبر بعث هذا المهرجان مراهنة في حد ذاتها؟ نعم مراهنة محفوفة بالخوف من الفشل، ولكن الفن بدون مغامرة لا يكون. ماذا تقصد بالفشل؟ غياب الجمهور. هل تعتبره مقياسا حقيقيا للحكم على نجاح أم فشل مهرجان؟ ليس المقياس الوحيد ولكن له مساهمة، فالحضور الجماهيري يكسب العروض رونقا آخر ويحفز الفنان فالمهرجان مجعول للجمهور في نهاية المطاف. المهرجان أفرز أيضا تكوين فرقة مختصة في الجاز بسوسة أنت من بين أعضائها؟ هذه من إيجابيات المهرجان الذي يحضر به ألمع العازفين في سوسة ككمال سلام، علي مشري، اسكندر قرابي، علي مهري وغيرهم. بحكم رفعة مستوى تكوينك الموسيقي الاكاديمي ألم يكن من الممكن توظيف هذه القيمة في تطوير الاغنية والموسيقى التونسية الاولى من موسيقى الجاز»؟ كل شيء مرتبط ببعضه بعض فالموسيقى التونسية لم تصل الى العالمية لاننا لم نوظف التراث كما ينبغي خاصة في مجال الايقاع فالكلمة موجودة ولكن اللحن والايقاع يبقيان الحلقة المفقودة. كيف تقيّم هذه الدورة الاولى من مهرجان الجاز بسوسة؟ على المستوى الفني كانت قيّمة، والفنانون الحاضرون أوفياء لابداعهم وقدموا سهرات ذات مستوى عال سواء فوزي الشكيلي، محمد علي كمون، مجموعة «سوسة جاز باند» ونبيل خمير، وقد تفاعل معهم الجمهور تفاعلا إيجابيا. جماهيريا تفاجأنا بالاقبال المكثف والحضور المميز للجمهور وتنظيميا سارت الامور والحمد لله كما خططنا. هل من بوادر لتطوير المهرجان في الدورة القادمة؟ أكيد هذا لن يثنينا عن بذل الجهد والتعديل والتطوير لتكثيف العروض ودعوة بعض الاسماء من الخارج والاتصالات بدأت من الآن ولنا وعود من عدة أسماء معروفة اضافة الى التفكير في أنشطة موازية لهذا المهرجان من خلال ورشات أو ندوات.