بعد نشر قضية الطفل أمان الله الغارق في غيبوبة بمستشفى القصاب والظروف الاجتماعية القاسية التي تمر بها عائلته، علىأعمدة جريدة «الشروق» تفاعلت مختلف الاطراف إيجابيا لمساعدة الأب وحل مشكل كان يمكن أن يكون حاجزا بين العائلة وحياة ابنها. أول المتدخلين كانت وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج، ثم بعض الخواص قبل أن يرفع أب الطفل نداء الى والي جندوبة الذي استجاب بشكل سريع. وكان الطفل أمان الله البالغ من العمر 5 سنوات مرفوقا بابنة عمه، في طريقهما الى المنزل بعد تجربة اليوم الاول من الدراسة، وعندما همّا بقطع الطريق باغتتهما سيارة بسرعة قاتلة إذ صدمتهما فرمتهما على بعد أمتار، ماتت البنيّة على الفور فيما أصيب الطفل إصابات خطيرة أفقدته الوعي، ونقل على إثرها الى مستشفى جندوبة من مكان الحادث بمنطقة ريفية من جهة «السواني»، حيث تبيّن بأن حالته خطيرة جدا، لذلك نقل الى تونس، وقرر الاطباء الاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة، بعد أن تبيّن بأنه أصيب على مستوى الرأس، إضافة الى عدة إصابات خطيرة بمناطق عديدة من بدنه، وتبيّن أيضا أنه في حالة غيبوبة، واحتفظ به تحت العناية المركزة بمستشفى القصاب بولاية منوبة ومازال منذ الاول من أكتوبر الى يومنا هذا يرقد في حالة غيبوبة مع تأثر شديد على أعضائه وعينيه، واختارت والدته أن تقيم معه في المستشفى للقيام بكل شؤونه والسهر على صحته والاعتناء به، فيما ظل الأب متنقلا بشكل شبه يومي بين جندوبة والعاصمة وما يعنيه ذلك من مصاريف، أما الابن الاصغر، فلقد احتفظ به في منزل جدّه، وما يخلفه ذلك من معاناة في الابتعاد عن والدته وشقيقه الاكبر. لقد خلق الحادث وضعا جديدا للعائلة جعلها شبه مشرّدة، وقد اتصل الأب ب «الشروق» ورفع نداء بالمساعدة الى كل الجهات المعنية وسرعان ما تدخلت وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج وتكفلت بمصاريف تنقّله بين جندوبة والعاصمة. كما تمت مساعدته في العديد من الاجراءات والوثائق وعاود السيد لسعد الاينوبلي أب الطفل أمان الله الاتصال ب «الشروق» ثانية ليتوجّه بالشكر الى وزير الشؤون الاجتماعية وكل العاملين في الوزارة على التدخل الذي جرى لفائدته. كما اتصل ب «الشروق» بعض الاشخاص، من أهل الخير، وطلبوا منا طريقة الاتصال بهذه العائلة وتقدم بعضهم بالمساعدة بعد لقاء الأب إلا أن الاشكال بقي متعلقا بدفتر العلاج المجاني الذي كانت العائلة تتمتع به قبل أن تنتهي صلاحيته مؤخرا، وتوجّه بنداء الى والي جندوبة السيد الهادي سليم، الذي تدخل بشكل فوري وأحال المسألة بشكل عاجل على الادارة الجهوية للشؤون الاجتماعية بولاية جندوبة، وتم حل المشكل وتمكين الأب من تجديد لدفتر علاجه المجاني. وفي انتظار امتثال الطفل أمان الله للشفاء فإن الجهات المعنية، سواء على مستوى وطني أو على مستوى جهوي تدخلت بشكل فعال وإيجابي لفائدة هذه العائلة، كما تدخل بعض الاشخاص الذين تبرّعوا بمساعدات، وهو ما يعكس بشكل حقيقي وجدّي روح التضامن بين التونسيين، وهي سمة هذا البلد، فألف تحية لكل من تدخل لفائدة هذه العائلة وألف تحية للسيدين وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ووالي جندوبة وألف تحية أيضا لأولئك الذين ساعدوا العائلة في الخفاء.