«حبيب البسطاء» هو لقب أطلق على أبوتريكة الذي لم ينسيه المال والشهرة أنه ولد بسيطا ذات يوم من السابع من نوفمبر سنة 1978 في قرية ناهيا من محافظة الجيزة ليظل ملتزما بمساعدة الفقراء وفيا لمن قاسموه هموم أيام خلت. قال عنه تيري هنري انه موهبة فذّة، نعم هو موهبة ربانية فذة برزت ملامحها في سن الثانية عشرة عندما التحق بنادي الترسانة ليقضي هناك فترات الطفولة حيث أضاف الشيء القليل كغيره من الموهوبين الذين لا يحتاجون الى تعلم كرة القدم. موهبته لفتت اليه أنظار العملاق الاهلي فانضم اليه سنة 2003 وهناك انطلق في نحت مسيرة النجاح مع الحفاظ على رفعة الاخلاق كجواز سفر لم يتغير بفعل الايام والاموال. مع الاهلي أخذ أبوتريكة بعدا آخر بنجاحه في حصد البطولات حيث فاز بالبطولة المصرية خمس مرات وكأس مصرفي أربع مناسبات والسوبر المصري في مناسبتين وكأس رابطة أبطال افريقيا في 2006 و2008. تألقه مع الاهلي جعله يتحول الى تركيزة أساسية في منتخب الفراعنة عندما ساهم بقسط وافر في التتويج بكأس افريقيا للأمم مرتين في 2006 و2008 وهو الآن يحمل آمال وطموحات ثمانين مليون مصري ليفرحهم مرة أخرى بورقة الترشح الى مونديال 2010 بعد أيام قليلة عند مواجهة المنتخب الجزائري في القاهرة. أبو تريكة الحاسم هو لاعب غير عادي تحول بفضل فنياته وقدراته الفنية الرهيبة الى حامل أحلام المصريين وكابوس مرعب للمنافسين، ايمانه بقدرته على فعل الكثير جعله يحقق انجازات لصالح المنتخب و ناديه الاهلي بفضل تدخل حاسم منه، فالجميع يذكر هدفه في مرمى أحمد الجواشي في نهائي دوري أبطال افريقيا سنة 2006، حينما أهدى اللقب لفريقه بتسديدة لا يقدر عليها الا الكبار وكرر نفس السيناريو في نهائي كأس الامم الافريقية عندما سجل ضربة الجزاء الاخيرة في مرمى حارس المنتخب الايفواري جون جاك تيزي مهديا المنتخب المصري لقب كأس افريقيا. تواصل التدخل الحاسم لأمير القلوب في نهائي كأس افريقيا سنة 2008 في غانا عندما توّج المنتخب المصري باللقب بهدف قاتل لأبو تريكة في مرمى حارس المنتخب الكاميروني ادريس كامينيه مهديا الفراعنة لقبا آخر. زيدان العرب استحق أبوتريكة لقب زيدان العرب بفضل شخصية غير عادية في تاريخ الرياضة العربية حيث بصم بفنياته على قدرات ليست عادية بكل المقاييس اذ حصل على لقب أفضل لاعب في مصر مرتين. أصبح الآن على بعد ثمانية أهداف من دخول نادي المائة في مصر وقد طرق باب العالمية من خلال المشاركة ثلاث مرات في كأس العالم للأندية مع نادي الاهلي وقد احتل رفقة زملائه المركز الثالث في دورة 2006 وتوّج حينها أبوتريكة بلقب هداف الدورة وحرم من لقب أحسن لاعب لأسباب يعلمها الجميع. رمز إنساني وقيمة قومية تحول أبوتريكة الى أكثر الشخصيات الرياضية شعبية عند الشباب العربي، فكان رمزا انسانيا من خلال رفعة أخلاقه فأكسبه تواضعه شعبية جارفة ونجح في الجمع بين كرة القدم والمستوى الثقافي والحياة الشخصية السوية عندما تخرّج من كلية الآداب في القاهرة، قسم التاريخ وتزوج من زميلته «سمية» سنة 2002. برز هذا النجم كذلك بمواقفه القومية والاسلامية والانسانية وهو ما زاد في تعلق الجماهير به وقد أحس الجميع أنه منهم واليهم فسمي بأمير القلوب وتاجر السعادة. موهبة وتواضع وشعبية وأفعال خيرية، اضافة الى القيمة القومية وهو الذي عبّر في أكثر من مناسبة على مساندته للفلسطينيين ومن منا ينسى تلك الحركة الشهيرة التي حرّك بها ضمير العالم وأيقظ «النيام» من الذين ذهبوا الى غانا في بطولة أمم افريقيا مطاردين المال والشهرة في حين كان «شعبنا» في غزة يعاني ويلات الحصار ولأن أبوتريكة ليس كغيره، فقد عبّر بحركة بسيطة عن روابط عميقة بينه وبين أمته حينما رفع قميصه في مباراة مصر والسودان في اطار نهائيات كأس افريقيا 2008 ليبرز عبارة «تعاطفا مع غزة» كاسرا كل القيود والقوانين ومعبّرا عن وجه آخر لطينة نادرة من اللاعبين. تلك الحركة حرّكت اصحاب القلوب الميتة وحولته الى بطل قومي فبيع قميصه في مزاد خيري لصالح صندوق توفير الدواء لأبناء غزة. شعبيته تجاوزت حدود الوطن العربي والاسلامي فشارك في مباراة لمقاومة الفقر مع زيدان ورونالدو في مدينة «ديسلدورف» الالمانية في ديسمبر 2005.