اختارت هيئة أيام قرطاج المسرحية في دورتها الرابعة عشرة تكريم مجموعة من المسرحيين من ممثلين ونقّاد ومخرجين وكان من بينهم الفنان الكبير عيسى حرّاث. هذا التكريم كان مصدر غضب لعيسى حراث الذي اتصل بي في حالة نفسية سيئة وفي صوته نبرة غضب كبير وأرى انه محق فيها وهذه هي الحكاية كما رواها لي. يقول عيسى اتصلت بي قبل ايام قرطاج المسرحية السيدة منية من المسرح الوطني وأعلمتني انه سيتم تكريمي يوم 22 نوفمبر ويجب ان أكون موجودا منذ يوم 10 نوفمبر لأواكب فعاليات الدورة، وكان هذا مصدر سعادة كبيرة لي لأنني مقيم في صفاقس وبعيد منذ مدة طويلة عن المهرجانات وهناك أصدقاء عرب وتونسيين لم أرهم منذ فترة طويلة فقلت هذه فرصة جميلة لألتقيهم وأستعيد بهجة المسرح والحياة خاصة أني مريض وسأجري ثلاث عمليات جراحية قريبا وشكرت المسرح الوطني والأيام وسي محمد إدريس وفي الحقيقة فرحتي بلقاء اصدقائي كانت أكبر من فرحتي بالتكريم الذي لن يضيف شيئا لرجل مريض. ولكن ما راعني يقول عيسى بأسف إلا ان تتصل بي مرة أخرى من الغد تقريبا لتقول لي انه عليّ ان آتي يوم 22 نوفمبر لأحضر التكريم فقط وقد حزّ هذا في نفسي كثيرا وتألمت فأي تكريم هذا الذي أحرم فيه من حضور الدورة وملاقاة أصدقائي؟ أليست هذه إهانة؟ هكذا تساءل عيسى حرّاث وهو محق في تساؤله فما هو الضرر لو اضافت إدارة المهرجان مصاريف غرفة اضافية لعيسى حرّاث في تكلفة الإقامة؟ كان من المفروض ان تتم استضافة بعض المسرحيين من خارج العاصمة وتمتيعهم بالإقامة حتى يتمكنوا من حضور المهرجان لأن هذا ايضا شكل من أشكال التكريم ولكن يبدو ان الروتين الإداري جعل الإدارة لا تنتبه لضرورة مراعاة بعض الحالات ومنهم عيسى حرّاث مثلا الذي أفنى عمره في المسرح.