قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} يقول اللّه عز وجل: «ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي». *** أوحى اللّه لداود: يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا إليّ يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليّ *** يقول اللّه عز وجل: «إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إليّ يديه يقول يا رب يا رب فأردهما، فتقول الملائكة إلاهنا إنه ليس أهلا لتغفر له، فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي». *** جاء في الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها في الرابعة، فيقول اللّه عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عني؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي. *** ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إليّ تبت عليك، فمن أين تجد إله مثلي وأنا الغفور الرحيم. *** عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل عبدي أسترك ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي مني، من أعظم مني جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له، ومن ذا الذي يسألني ولم أعطه، أبخيل أنا فيبخل عليّ عبدي؟ *** جاء أعرابي إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه: من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ فقال الرسول: اللّه، فقال الأعرابي: بنفسه؟ فقال النبي: بنفسه، فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد، فقال النبي: لمَ الابتسام يا أعرابي؟ فقال: يا رسول اللّه إن الكريم إذا قدر عفى وإذا حاسب سامح، قال النبي: فقه الأعرابي. *** قال أحد الأئمة: لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت، فإن فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك وقل له مسكين فتصدق عليه، فإنما الصدقات للفقراء والمساكين. *** قال اللّه تبارك وتعالى في الحديث القدسي: «يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني»، فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: «أفلم يستطعمك عبدي فلان؟ أما تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقني»، فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أفلم يستسقك عبدي فلان؟ أما تعلم أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم مرضت ولم تعدني، فيقول: فكيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: مرض عبدي فلان أما تعلم أنك لو عدته لوجدتني عنده. *** يقول اللّه تبارك وتعالى: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فل تظالموا، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر».