كشف تقرير بريطاني أمس النقاب عن انتهاك الجنود الانقليز لأدنى معايير التعامل الأخلاقي والانساني مع المعتقلين العراقيين مؤكدا أن مدى التعذيب والتنكيل بالأسرى العراقيين تجاوز ما اقترفه الأمريكان في سجن «أبو غريب» من فظاعات. ونشرت صحيفة «الاندبندنت» في عددها الصادر أمس صورة تظهر عراقيين اعتقلتهم قوات بريطانية قيدت أيديهم وألقوا أرضا معلقة عنها بالتساؤل الانكاري : هل تظهر هذه الصورة جنودا بريطانيين يخرقون اتفاقية جنيف؟ تعذيب وتقتيل وأضافت «الاندبندنت» أن هناك أخبارا موثوق في صحتها تشير الى أنه بعد ساعات من التقاط تلك الصورة، نقل المعتقلون الى مركز احتجاز بريطاني حيث تعرضوا لضرب مبرح قبل أن تتم تصفيتهم رفقة عشرين عراقيا من قبل الجنود البريطانيين. ونقلت الجريدة عن قائد سابق للقوات البريطانية ومفتش سابق للسجون قوله ان صور اهانة المعتقلين العراقيين على أيدي جنود بريطانيين تعتبر مقززة ومحزنة لانها صادرة عن أمة تقول عن نفسها انها متحضرة وباعتبار انها تلطخ سمعة الجيش البريطاني التي حافظ عليها كثيرون في ظروف مختلفة. وذكرت «الاندبندنت» قراءها باتفاقية جنيف التي تحرم اهانة المعتقلين والحط من شأنهم عبر عصب أعينهم وتقييد أيديهم مشددة على ان الصورة تقدم كشاهد على اساءة المعاملة الروتينية للسجناء العراقيين نفي من جهتها، نفت لندن أمس ما اسمتها «المزاعم الجديدة» بقيام جنودها باساءة معاملة المعتقلين في العراق. ومن المقرر أن يعلن وزير الدفاع البريطاني بوب اينسوورث اليوم تفاصيل التحقيق الذي يركز على ما يسمى ب«معركة داني بوي» نسبة الى اسم نقطة تفتيش هي مركز وقوع الحادث. ويتزامن نشر الصورة مع بداية التحقيق الشامل في الحرب على العراق والتي يرأسها المسؤول البريطاني المتقاعد السير جون شيلكوت. وعبر شيلكوت عن ثقته في امكانية توصل لجنة التحقيق البريطانية الي توصيف عميق وشامل للاعتبارات المختلفة التي أثرت على سرعة الحرب على العراق. وأوضح أن مهمة اللجنة هي كتابة الحقائق وتوثيقها بحيث نتعلم الدروس من أجل المستقبل على حدّ تعبيره. وسيكون رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أبرز الشهود الذين سيمثلون أمام اللجنة اضافة الى الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وكبير مفتشي المنظمة الدولية السابق هانز بليكس.