نظم مؤخرا متحف التاريخ بحكومة كاتالونيا باسبانيا الدورة 13 للمسابقة الدولية لصورة المعالم، يشارك فيها شبان من كامل أنحاء العالم بصور تمثّل مجمل مظاهر التراث الثقافي ببلدانهم ويتم فرز الاعمال المتوجة على مستوى وطني لتشارك في مستوى دولي ويقع اختيار أفضلها. وقد شاركت تونس هذه السنة عن طريق المعهد العالي للاعلامية والملتيميديا بقابس من خلال عدة صور أنجزها اعضاء نادي «دادا» للتصوير الفوتوغرافي بالمعهد على اثر خرجات ميدانية قاموا بها جسدوا من خلالها مفاهيم تراث جهتهم وخزنوا ذلك في آلات تصويرهم. وقد فاز مجموعة من اعضاء هذا النادي في المسابقة من جملة 19 ألف مشارك يمثلون 59 دولة من جميع انحاء العالم، هذا وقد أطر النادي وأشرف على انجاز الصور وفرزها وارسالها الى اسبانيا الاستاذ جلال بالسعد (مساعد للتعليم العالي ويدرس مادة السينما والسمعي البصري بالمعهد المذكور). وقد وقعت دعوة الثمانية طلبة الفائزين الى مدينة سترازبورغ الفرنسية من 5 الى 10 ديسمبر القادم لتمثيل تونس وتسلم جوائزهم من مدير التراث الثقافي بالمجلس الاوروبي. حاولت هذه الثلة من هواة الفنون البصرية تغيير عدة مفاهيم تقليدية مرتبطة بالصورة لتنشئ بديلا بصريا يفرض نفسه كشكل من اشكال التعبير المتاحة والممكنة. ونحن بمشاركتنا هذه نعتقد ان مفهوم التراث لا يقتصر فقط على المعالم التاريخية والمواقع الاثرية، وانما يمتد ويتسع ليشمل كل مكونات الموروث الثقافي والبشري من انتاجات مادية وغير مادية، فكما نصنف الآثار الملموسة والبناء والهندسة والصناعات التقليدية والحرف والمواقع والمعالم القائمة تراثا ماديا، نصنف كذلك الى جانبها المعتقدات والأساطير والمعارف التقليدية والمهارات الصناعية والفلاحية والأغاني والشعر الشعبيين والألعاب التقليدية وفنون الطبخ القديمة والطب الشعبي والطقوس الدينية واللباس والزينة وأشكال الاحتفالات الشعبية التي تعتبر جميعها من مكونات التراث الثقافي اللامادي. انطلاقا من هذا المفهوم الجديد الذي أقرته اليونسكو وعلماء الانتروتولوجيا مؤخرا حاولنا النظر الى تراثنا الثقافي من خلال عدسات آلات تصويرنا نظرة مختلفة. ولا يزال نادي «دادا» للصور الفوتوغرافية ينشط داخل جدران المعهد العالي للاعلامية والملتيميديا بقابس وسوف يحاول هذه السنة توجيه عدسات آلات تصويره الى سحر ربوع الجنوب التونسي، علّ السحر يتضاعف.