أثار تقرير صحفي بريطاني ظاهرة اختطاف العلماء العراقيين واغتيالهم منذ بدء الحرب مشيرا الى أن أياد صهيونية قد تكون ضالعة في مثل هذه العمليات الرامية الى تدمير الهوية الثقافية العراقية اكمالا للعملية التي بدأت بتدمير المكتبة الوطنية ونهب متحف بغداد وحرق مكتبة القرآن الكريم والأرشيف الوطني. وكتبت صحيفة «انديبندنت» البريطانية أن «المغول» حولوا ماء نهري دجلة والفرات الى سواد عندما دمروا كل ثقافة العراق في ذلك الوقت ومنذ الاجتياح الأمريكي البريطاني تمّ اغتيال 13 أكاديميا في جامعة بغداد فحسب اضافة الى اعداد أخرى في مختلف مدن العراق». وقال روبرت فيسك كاتب التقرير ان أساتذة اللغة العربية والتاريخ صاروا ضحايا في «الحرب على العلم». وتساءل فيسك عن الجهة التي تقف وراء عمليات القتل هذه مستبعدا أن يكون المنفذون من الطلبة الغاضبين على أساتذتهم». ويعتقد بعض الأكاديميين أن هناك حملة لتجفيف منابع العلم العراقية وحرمان العراق من باحثيه وأكاديمييه وذلك لإكمال عملية تدمير الهوية الثقافية العربية التي بدأت بتدمير المكتبة الوطنية ونهب المتحف وحرق مكتبة القرآن الكريم والأرشيف الوطني. وقال أحد الأساتذة المحاضرين في جامعة بغداد «ربما كان الاسرائيليون وراء هذه العمليات حيث يريدون التأكد من عدم نشوء حركة ثقافية في العراق. وكانت تقارير سابقة أشارت الى وجود آلاف من عملاء «الموساد» في العراق. واستبعد المحاضر أن تكون المقاومة وراء تلك العمليات متسائلا «ما هي المقاومة؟ لا أحد يعرف عنها شيئا فإذا كانت وطنية لماذا تريد التخلص منا وإن كانت اسلامية فكلية الفنون التي قتل أحد أعضائها أصبحت منبرا هاما من منابر الاسلاميين». ولم يستبعد فيسك أن يكون «الفاعلون ممّن يتصيدون البعثيين» لكنه أشار الى أن رئيس جامعة بغداد محمد الراوي الذي اغتيل العام الماضي كان «رجلا إنسانياوليبراليا». وقال فيسك ان العاملين في الجامعة في الناصرية جنوب العراق تلقّوا عددا من رسائل التهديد تطلب منهم مغادرة العراق وقد تم اغتيال عضو تدريس في الجامعة على الأقل. وأضاف فيسك أن الاساتذة في الجامعات يراقبون أبواب غرف المحاضرات ومكاتبهم بحذر تماما كما يفعل طلابهم، خاصة أن الذين يقومون بالعمليات لا يهتمون بوجود طلاب في الحادث، فالدكتور صبري البياتي أستاذ الجغرافيا قتل أمام طلابه على باب دائرة الفنون الشهر الماضي. وتابع فيسك قوله ان «الأساتذة في جامعة بغداد لديهم قائمة بأسماء الذين اغتيلوا ومن بينهم أستاذ في قسم اللغة العربية وهشام شريف أستاذ التاريخ الذي قتل عندما كان جالسا أمام بيته في بغداد وفلاح الدليمي الذي اغتيل في مكتبه في جامعة المستنصرية. ويقول أستاذ في دائرة اللغة الانقليزية ان الأساتذة والعاملين في الجامعة لا يستطيعون عمل أي شيء حيال أعمال الاغتيال مشيرا الى أن نجله اختطف الشهر الماضي. وقبل ستة أسابيع قام معتدون بذبح عميدة كلية الحقوق وزوجها في فراشهما. وروى أحد الأساتذة الحادثة قائلا «قاموا بدم بارد بإطلاق النار عليها وعلى زوجها وبعد ذلك قطعوا رأسيهما بالسكين». وأشار فيسك الى أن الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر أمر بعزل كل المسؤولين الكبار في الأكاديميات العراقية حيث لزموا بيوتهم وبعضهم نجح في مغادرة العراق أما البقية فيرفضون العودة الى الجامعات لأن أسماءهم وردت في لائحات العزل.