بين تونسوالجزائر وشائج وعلاقات تاريخية، ارتقت الى حدّ التحام الدم بالدم، فانعقد بينهما رباط أبدي، وميثاق غليظ زادا للجغرافيا الواحدة، والتاريخ المشترك ما هو أقدس وأبقى. لذلك فإن الحديث عن العلاقات التونسيةالجزائرية ليس حديثا عن علاقات بين بلدين، بل عن علاقات بين شقيقين لا يمكن للظروف ان تفرقهما، ولا للأيام ان تفصل بينهما. وتأتي زيارة السيد محمد مدلسي وزير الشؤون الخارجية الجزائري الى بلده تونس لتعزّز التطوّر الذي تشهده علاقات البلدين على كافة المستويات وفي جميع المجالات مع ما يعكسه ذلك كله من حرص على مزيد دفع التعاون الثنائي خدمة للمصالح المشتركة، وتعزيزا للصرح المغاربي ودعما لمكانته في محيطه الاقليمي والدولي، كما صرّح أمس، مجددا عبارات التهنئة للرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة فوزه الباهر في الانتخابات الرئاسية وتجديد الشعب التونسي ثقته في شخصه لمواصلة قيادة تونس. كما تأتي الزيارة في إطار الاعداد والاستعداد للاجتماع القادم للجنة العليا المشتركة التونسيةالجزائرية وهو ما سيمثل مناسبة لدعم الإطار القانوني للتعاون بين البلدين وتوسيع آفاقه بما يستجيب للتطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين. لقد عملت تونس بعد تغيير السابع من نوفمبر على دعم علاقاتها ببلدان المغرب العربي، وحققت مع الشقيقة الجزائر في هذا المجال أبهر النتائج، فتطوّر الاستثمار على الضفتين، ونشطت الحركة التجارية، وتدعّمت السياحة، وسجلت حركة النقل مستويات عالية جدا. ولاشك ان دعم الإطار القانوني للتعاون بين البلدين سوف يزيد في وتيرة كل هذا النشاط وسوف يكلله بأبهر النتائج خصوصا في ظل الارادة القوية للرئيس زين العابدين بن علي ولشقيقه عبد العزيز بوتفليقة في تنشيط علاقات دول المغرب العربي مجتمعة، ورهانهما عليه كخيار استراتيجي لا بديل عنه، وإيمانهما بقدرته على الفعل والانجاز وهكذا تتجاوز علاقاتنا الثنائية ما يعود بالنفع على البلدين الى ما يعيد الروح الى الجسد المغاربي ككل.