اعتبرت «حركة طالبان» الافغانية أن اعلان واشنطن عن سحب جنودها من أفغانستان بحلول جويلية 2011 «خدعة لفظية» لاسترضاء الرأي العام الامريكيّ فيما عبرت جهات رسمية باكستانية وافغانية عن مخاوفها من «السقف الزمني لمغادرة افغانستان» الذي رأت فيه دافعا لتغيير «طالبان» استراتيجيتها القتالية وبسط نفوذها على البلاد. وأشارت «طالبان» في بيان نشرته على موقعها الالكتروني الى أن الوقت الذي حدّده أوباما لخطة الانسحاب هو عبارة عن «خدعة لفظية» لاسترضاء الرأي العام الامريكي الذي تتزايد معارضته للحرب بسبب الخسائر البشرية والمالية التي يتكبدها في افغانستان. تشكيك ووعيد وشككت «الحركة» في صدق انسحاب القوات الاجنبية من البلاد معلنة في ذات الوقت عن مضاعفتها للهجمات على الجنود الامريكيين ردّا على قرار أوباما بارسال 30 ألف جنديّ اضافي الى افغانستان. وأردفت أن العدد المتزايد من الجنود لن يكون له أي تأثير على الحرب باعتباره سيوفّر فرصة أكبر لمقاتليها لزيادة هجماتهم عليهم. وأكّدت أن الخطوة سيكون لها تأثير سلبي في واشنطن حيث من المنتظر ان تهزّ الاقتصاد الامريكي الهشّ، مبرزة أن سيطرتها التامة على الوضع في افغانستان يجعلها في غنى عن أية قاعدة عسكرية في باكستان. وتتوافق تصريحات الحركة بالهيمنة على الوضع العسكري في افغانستان مع تأكيدات قائد الأركان المشتركة للقوات الامريكية مايك مولن بأن نشاط «طالبان» العسكري حقّق لها نفوذا كاسحا في 11 اقليما في البلاد من أصل 34 اقليما. كما تتقاطع مع تحذيرات وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الليلة قبل الماضية من امكانية عودة «طالبان» الى السلطة وبسط نفوذها على اجزاء كثيرة من افغانستان في حال فشلت مهمّة «الأطلسي» الأمنية والسياسي. صدمة وخشية وفي هذه الأثناء، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس عن وزير الخارجية الافغاني رانغين دادهارسبانت وصفه اعلان الانسحاب «بالمثير للقلق» متسائلا عما اذا كان الامريكان قادرين على القيام بذلك لأن الامر لا يحصل في لحظة واحدة وإنما هو مسار. كما نسبت الصحيفة لجهات أمنية باكستانية قولها ان الجدول الزمني القصير قلّص وألغى أي حافز يدفع باكستان لقطع روابطها لمقاتلي «طالبان» الذين قد ترغب اسلام أباد في اقامة علاقات ودية معهم في حال وصلوا الى سدّة الحكم. وأضافت ذات المصادر أن «طالبان» ستستخدم تحديد موعد الخروج للاستمرار في استراتيجية المراقبة والانتظار الى حد مغادرة الامريكان. وأكّدت المصادر أن موعد الخروج سيكون الموعد الفعلي لبسط نفوذ الحركة على كافة دواليب السلطة والحكم في كابول.