لم يكن اللقاء الذي جمع الفنانة «نجاة عطية» بالاعلاميين والصحفيين وزملائها من الفنانين «ندوة صحفية» بصريح العبارة بل كان بمثابة الاحتفال بعودة صوت تونسي أحبه الجمهور وحتى الفنانين الى النشاط الفني من جديد. فالمكان كان فضاء التياترو، والزمان كان مساء شتاء بارد أول أمس وتحديدا على الساعة السادسة من ذلك المساء. قبل اللقاء بقليل كان بهو التياترو امام القاعة تحديدا يعجّ بالفنانين والاعلاميين يتبادلون قبل عيد الاضحى المبارك وأحيانا يتبادلون التحية. وكل الأجواء كانت تنبئ بأمسية احتفالية لا بندوة صحفية وبينما كان الجميع ينتظر دخول نجاة عطية القاعة، كانت صاحبة الألبوم الجديد «دايما أنا» في كواليس القاعة مرتبكة قليلا، كالعائد بعد غياب سنوات لحظات قبل ملاقاة أفراد عائلته. ندوة ليست كالندوات في الأثناء وعندما تطأ قدماك قاعة التياترو تجد أمامك على الركح أريكة وضعت في الجانب الأيسر للقاعة وبجانبها طاولة متناسقة شكلا ولونا مع الأريكة بينما في الجانب الأيمن للركح وجدت شجرة زهور أعدّت لهذا الحدث وكأنك في عصر الملوك والسلاطين تنتظر قدوم ملكة لتجلس في كرسيها الجميل وتتحاور مع حاشيتها من وزراء وقضاة. لكن لا تلبث ان تتيقّن من ان الفضاء لا علاقة له بذلك العصر وإنما هو المكان المخصص لفنانة ستعلن استئنافها لنشاطها الفني بعد ابتعاد دام سنوات. ذلك ما نستشفه من المعلّقات الحائطية الضخمة للألبوم الأخير للمطربة التونسية «نجاة عطية» الموضوعة على جدران ركح مسرح التياترو. ولئن اختلفت الآراء حول المكان، فيما يخصّ كونه ليس فضاء لاحتضان ندوة صحفية، إلا ان هذا الفضاء يدل عن ذكاء وحرفية صاحب الفكرة الذي أراد ان يعطي للقاء صبغة حميمية وهو ما حصل بالفعل، وقدّم الشاعر الغنائي حاتم القيزاني، الفنانة التونسية العائدة بعد غياب، لتصعد الركح وينطلق الحوار معها في يوم انتظرته طويلا. «دايما أنا» «دايما أنا» هو عنوان الألبوم الجديد للفنانة نجاة عطية، وهو عنوان يتضمّن عديد المعاني في قراءات عديدة منها ان الفنانة التونسية تريد إثبات كونها مازالت موجودة ولازال في جرابها الفني الشيء الكثير.. هذا العنوان كان مضمون سؤال طرح على الفنانة نجاة عطية فكانت اجابتها كالتالي: «دايما أنا، أغنية عزيزة على قلبي وربما أحسست في هذا الوقت بالذات وبهذا الألبوم الجديد انه من الضروري أن أقول أنا من واجبي ان أضيف شيئا..». سليلة جزيرة الأحلام تحدّثت كثيرا عن الفن في اجابتها عن الاسئلة الموجهة لها فقالت ان الفنان هو الذي يفرض الفن الذي يريد هو إيصاله الى المتقبل كما قالت انه ثمّة فنانون يغنّون من أجل النجاح وآخرون يغنّون لأنهم يحبّون الغناء. عودة مع روتانا غياب نجاة عطية عن الساحة الفنية كان لأسباب شخصية وخاصة كما أكدت في حديثها لكنها في المقابل أكدت أنها اشتاقت للركح وأن الغناء هو ما كان ينقصها في فترة الغياب لكن عودة صاحبة «الزمان» كانت مع شركة روتانا وهو ما جعل أغلب الأسئلة تصبّ في هذه الخانة، فكانت الاجابة ذكية ومقنعة رغم ان الصدق كان جليا حيث صرّحت نجاة عطية قائلة: «روتانا اختارتني وأنا اخترتها..». ثم أضافت: «عقدي مع روتانا هو عقد توزيع وتسويق فأنا أنتجت هذا الألبوم ثم سلّمته لهذه الشركة، كأنما سلّمتهم قطعة مني، وكان الاتفاق ان تحتضن الشركة هذه القطعة». وردّا على بعض الاستفسارات حول العقد، أكدت صاحبة «حبيبي يلي بعيد» ان العقد مع روتانا مدّته سنة وقالت انه يمكن تجديده، وشدّدت في سياق حديثها عن روتانا ان هذه الشركة تحتضن أصواتا هي من أهم الأصوات العربية ان لم تكن أهمهم وفي المقابل أشارت الى غياب شركات الانتاج بتونس كتفسير لتعاملها مع روتانا. حضور كبير اللقاء او الندوة الصحفية التي نظمتها الفنانة نجاة عطية حضرها عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين من جميع وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة تقريبا، كما حضرها عدد هام من الفنانين التونسيين على غرار «شكري عمر الحناشي» و«ألفة بن رمضان» و«صلاح مصباح» و«لطفي بوشناق» و«حسين العفريت» والفنان الكبير «أحمد حمزة» و«مقداد السهيلي» ونورشيبة وشريف علوي ودرصاف الحمداني والموسيقار حمادي بن عثمان. كما حضر الحفل مجموعة من الممثلين على غرار «رؤوف بن عمر» و«منصف الأزعر» و«حسام الساحلي» و»عاطف بن حسين» و«جمال المداني» بالاضافة الى المسرحي توفيق الجبالي والمخرج خلف الله الخلصي.. ورود بعض الفنانين لم يسجلوا حضورهم في هذا اللقاء فأرسلوا بباقات ورود الى زميلتهم «نجاة عطية» ومن هؤلاء نذكر على سبيل الذكر لا الحصر «أماني السويسي» و«منير حمدي». انتظار أغاني وبأسلوبها الخاص رحّبت «نجاة عطية» بزملائها فردا فردا وخصّت بعضهم بطلب مجموعة من الاغاني حيث خاطبت كلاّ من الفنان لطفي بوشناق والفنان مقداد السهيلي والموسيقار حمادي بن عثمان قائلة: انتظر أغنية منك، (اي من كل فنان من الأسماء المذكورة سلفا). وبالاحتفال والصور انتهى اللقاء معلنا عودة نجمة من نجوم الأغنية التونسية الى ساحتها الفنية ومنبئا بانطلاقة جديدة لنجاة عطية بعد غياب تواصل سنوات.