انضمت القوات المسلحة المصرية إلى فرق الانقاذ النهري والضفادع البشرية في جهود البحث عن جثث ضحايا في قاع نهر النّيل الذي شهد الليلة قبل الماضية حادثة تصادم عبارتين صغيرتين لنقل الركاب في منطقة رشيد من محافظة البحيرة مما أدى إلى فقدان العشرات. وقالت تقارير صحفية أمس إنه تمّ انتشال ثلاث جثث بينها جثتان لطفلين وذلك رغم الصعوبة الشديدة التي تواجه فرق الانقاذ نظرا لكثافة المياه في هذه المنطقة المتجهة إلى البحر مباشرة. وأوضح مصدر مسؤول أن جهود الانقاذ تواجه صعوبة بالغة بسبب حدوث التصادم في منطقة نهرية متّسعة وسرعة التيار النهري في تلك المنطقة القريبة من نهاية فرع النّيل الأوّل. وقال محافظ البحيرة اللواء محمد شعراوي إن القوات المسلحة المصرية تشارك في عمليات مسح قاع نهر النيل في موقع الحادث. ونقل التلفزيون المصري عن شعراوي قوله إن «فرق الانقاذ هرعت الى موقع الحادث فور وقوعه حيث تم انقاذ 13 راكبا بينهم 6 مصابات تم نقلهم للعلاج بالمستشفى، مضيفا انه تم تشكيل غرفة عمليات وابلاغ الاجهزة المعنية للتحقيق في ظروف وملابسات الحادث». وحسب صحيفة «الأهرام» الصادرة امس فإن الحادث أسفر عن سقوط جميع الركاب الذين يقدّر عددهم بين 50 و80 راكبا، مشيرا الى مخالفة أصحاب العبّارتين للتراتيب المعمول بها حيث يُفترض ان يكون العدد الاقصى المسموح به لحمولة العبّارتين هو 30 شخصا. وقالت صباح علي عرفة (21 عاما) التي كانت من بين الناجين إن الركاب لاحظوا ان قائدي العبّارتين أراد المزاح معا ولذلك اقتربا من بعضهما الى أن حدث الاصطدام. وقال سمير الفقي، الذي كان على متن العبارة الصغيرة القادمة من مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ متجهة الى مدينة رشيد ان الاصطدام تسبب في سقوط ركاب العبارتين في الماء، ومضى قائلا لوكالة «رويترز»: «تمكّنت من السباحة والوصول الى رشيد». والعبّارتان المنكوبتان هما ملكية خاصة ولا يحتفظ هذا النوع من العبارات بسجلات الركاب. وأوضح مصدر مصري مسؤول أنه فور وقوع الحادث تمّ التنسيق بين أجهزة مديريتي أمن البحيرة وكفر الشيخ ومصلحة الأمن العام والادارة العامة لشرطة المسطحات المائية لوضع خطة أمنية استهدفت عدة محاور: الأول والأهم فيها هو الدفع بفرق الانقاذ لمسح المنطقة والبحث عن ضحايا العبارتين وسرعة انتشالهم. والمحور الثاني هو الدفع باللنشات المطاطية المدعومة برجال الضفادع البشرية للبحث عن غرقى تحت سطح المياه خاصة بعد أن أكد عدد من الناجين أن قوة الاصطدام تسببت في دفع عدد كبير من مستقلي العبارتين الى داخل المياه وإصابة بعضهم من شدة الاصطدام بإصابات مختلفة. والمحور الثالث للخطة الأمنية هو حصر أعداد وأسماء مستقلي العبارتين وجاء أكبر عدد منهم من محافظة كفر الشيخ، وقد تم استخدام المراكب النهرية في بداية الواقعة لانتشال الضحايا. وأثارت سلسلة من حوادث النقل البحري والقطارات في مصر خلال السنوات الماضية غضبا مما يقول مصريون انه اهمال حكومي في مجال سلامة النقل.