باقتراح من السويد التي تؤمن رئاسة الاتحاد الأوروبي سينظر المجلس الوزاري الأوروبي في قضية الشرق الاوسط وتحديدا في مقترح تقدمت به الرئاسة السويدية للاتحاد ويقضي بإعلان القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطينية. وفي انتظار صدور موقف نهائي للاتحاد عقب انتهاء أشغال المجلس الوزاري (اليوم الثلاثاء) انخرطت اسرائيل ومنذ الكشف عن تفاصيل المقترح السويدي في حملة مسعورة لإجهاض هذا المقترح بزعم انه «استباق لنتائج المفاوضات»... وبأنه «قرار فظ وأحادي الجانب»... وقد تنوعت التحركات الاسرائيلية في هذا الاتجاه بين اتصالات ولقاءات مكثفة مع صانعي القرار في الاتحاد الأوروبي... وبين حملات اعلامية مسعورة استهدفت المسؤولين السويديين الذين صاغوا هذا المقترح وطرحوه بجرأة ومسؤولية... محققين بذلك نقلة نوعية في ملف ظلت تتقاذفه الهيئات الأممية والأقليمية دون حل ودون مواقف واضحة من القضايا الرئيسية المطروحة للتفاوض وفي مقدمتها قضية القدس التي يسعى الصهاينة الى تهديدها وتحويلها الى ما يسمى «عاصمة اسرائيل الأبدية». ولئن كان الموقف الصهيوني من هذه الخطوة السويدية مفهوما لأنه يوجه ضربة في الصميم الى المشروع الصهيوني والى السياسات التي تنفذها اسرائيل على الميدان لعزل وتهويد القدس... فإن ما لا يفهم هو موقف النظام الرسمي العربي وموقف الجامعة العربية... التي لم تنخرط في هذه المعركة الهامة التي أشعلت شرارتها الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي وأخرجت ملف القدس من براثن الصهاينة وطرحته على مائدة التفاوض بشكل جدّي وبزخم كبير بعد أن حظي بدعم العديد من الدول الاوروبية.. وبات يشكل أرضية يمكن الانطلاق منها ومثالا قابلا للاستنساخ من قبل دول أو تجمعات اقليمية أخرى. بكل تأكيد يملك العرب أوراق ضغط لا يستهان بها.. وقد كان بالإمكان توظيفها لردع الدول الاوروبية المعارضة للمقترح السويدي وتحفيز الدول المترددة وتشجيع الدول الموافقة على المضي قدما نحو إقرار هذا المقترح وتحويله الى موقف أوروبي ثابت... لكننا لم نر حراكا عربيا ولم نسمع صدى لمواقف في هذا الاتجاه... فلا نحن نتحفّز لخوض معاركنا ولا نحن نهبّ على الأقل لشدّ أزر من يخوض معاركنا نيابة عنا... فهل تستحق القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقضية الشعب الفلسطيني برمتها كل هذا البرود.. والجحود؟.. وهل التحقت السويد بالجامعة العربية في غفلة منّا؟