تلتقي شركات النفط الكبرى اليوم الجمعة وغدا السبت في بغداد للمشاركة في مناقصة للفوز بعقود خدمة في عشرة حقول نفطية غالبيتها غير مستغلة قد تضع العراق في نهاية المطاف على قدم المساواة مع أكبر منتجي الخام في العالم. ولم تردع سلسلة من الهجمات الدامية ممثلي 44 شركة اختارتها وزارة النفط من المشاركة في العرض المغري بالمنافسة. ويبلغ حجم الاحتياطي في الحقول 41.2 مليار برميل، من بينها اثنان من الحقول العملاقة في الجنوب غرب القرنة 2 ومجنون، ويحتويان على التوالي 12.8 و12.5 مليار برميل. وتقع بعض الحقول في مناطق بغداد وقرب الحدود مع ايران وفي الشمال، وهي تكاد تكون غير مستغلة. الفرصة الأخيرة وقال الخبير اليكس مونتون من شركة وود ماكينزي «للاستدراج اهمية كبيرة لانه يمكن ان يزيد الى حد كبير من قدرات الانتاج في هذا البلد. فالأمر يتعلق هنا بحقول هي من بين الأكبر في العالم، ومثل هذه الفرص لا وجود لها في مكان آخر». ويلخص الخبير معضلة شركات النفط كالتالي «هذا البلد مثل امرأة الأحلام، لكن الزفاف سيكلف العريس غاليا بسبب كثرة من يتوددون إليها، وعليه ان يختار». هناك سبع شركات امريكية مثل اكسون موبيل وشيفرون وست يابانية واربع روسية ومثلها بريطانية مثل بريتش بتروليوم وشل، وثلاث صينية، بالإضافة الى شركتين من الهند وايطاليا، والفرنسية توتال التي تأمل في الحصول على حقل مجنون. من جهتها، قالت الخبيرة في شؤون النفط ربى الحصري ان «المنافسة ستكون صعبة لأن هناك شركات كبيرة ادركت ان هذه هي آخر فرصة لها لايجاد موطئ قدم في العراق». عقود خدمة وسيتم فتح الظروف علناً، ويتعين على الشركات التي تريد الفوز تقديم افضل العروض لزيادة الإنتاج واقل الاسعار. يشار الى أن العراق يرفض تقاسم الأرباح ويقبل بعقود خدمة فقط. واضافت الحصري ان مناقصة جوان اظهرت ان العراق مفتوح أمام رجال الاعمال لكن وفق شروطه، وحقيقة انه بحاجة ماسة الى المساعدات الخارجية لا يعني انه مستعد للتنازل عن كل شيء». وفي اواخر جوان، اطلق العراق استدراج عروض للمرة الأولى منذ تأميم النفط عام 1972، بغية تطوير ستة حقول نفطية وحقلين للغاز. وتمت الموافقة على منح عقود خدمة لتطوير ثلاثة حقول نفطية، حيث نالت بريتش بتروليوم البريطانية وشركة النفط الوطنية الصينية حقل الرميلة العملاق في الجنوب عبر موافقتهما على مبلغ دولارين لكل برميل اضافي تنتجانه. وتعهدتا برفع الكميات المنتجة من حوالى المليون برميل يوميا حالياً الى 2.85 مليون برميل في غضون ست سنوات. ويقدر احتياطي الحقل بحوالي 17.7 مليار برميل، وهو الاضخم في العراق. كما فازت مجموعة من الشركات بقيادة «ايني» الايطالية بعقد تطوير حقل الزبير في الجنوب ايضا بشروط مماثلة مقابل رفع الانتاج من 195 ألف برميل يومياً الى 1.13 مليون برميل بحلول عام 2016. ويشار الى ان احتياطي حقل الزبير يقدر بما لا يقل عن اربعة مليارات برميل. بدوره، فاز العملاق النفطي اكسون موبيل، وشركة شل البريطانية الهولندية بعقد لتطوير حقل القرنة، وهو ثاني اكبر حقل في العراق. ويقدر احتياطه بنحو 8.5 مليارات برميل. ومن المتوقع ان يسمح العقد بزيادة انتاج هذا الحقل من 280 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي الى 2.325 مليون برميل في غضون ست سنوات مقابل 1.9 دولار لكل برميل اضافي. وتأمل السلطات العراقية بزيادة الكميات المنتجة من النفط الى سبعة ملايين برميل يومياً في غضون ست سنوات، مما سيضع العراق في موقع المنافس للسعودية.