من أهم المعالم التاريخية الاسلامية سور المدينة والذي كان يعرف في السابق باسم سور البلد، قال عنه أبو محمد عبد ا& بن محمد بن التيجاني في كتابه رحلة التيجاني: وسوسة مدينة كبيرة على سفح جبل عال وعليها سور منيع من الصخر ينتهي البحر اليه ويضرب فيه. كما تحدث المرحوم حسن حسني عبد الوهاب في كتابه ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية عن هذا المعلم التاريخي الخالد وعلى لسان البكري فقال: وسور سوسة صخر منيع، حصين متين البناء يضرب فيه البحر... والمعروف أن سور سوسة كان يحيط بالمدينة العتيقة من كل جوانبها، لكن بتطور الزمان وتكاثر البنيان حافظ السور على هيئته الاولى دون أن يمس البناءات الجديدة، لكن رغم ذلك فإنه يعد من أعظم الاسوار بالبلاد والأكيد أن زيادة ا& هو الذي أنشأه ما بين سنتي 201 و202ه، وقد يكون تم ذلك في نفس تاريخ إنشاء قصر الرباط. كانت تعلو جدرانه شرفات مستديرة القمة متتابعة الواحدة تلو الأخرى من البناية الى البداية، وفي أركان هذا السور عدة أبراج مربعة مخصصة لايواء العسس، ورسم بداخله ومن الاعلى طريق تسايره على كامل امتداده محصورة بستارة خفيفة من الناحية الداخلية المشرفة على دور البلد. وهذه الطريق كما أكد على ذلك العلامة حسن حسني عبد الوهاب أعدت لعساكر الحراسة المكلفين بمراقبة الزاحفين على المدينة والخارجين منها وتعرف بدائرة العسة ومن العادات الحميدة لهؤلاء المكلفين بالمراقبة رفعهم لاصواتهم وقت الطواف ليلا بالتكبير والتهليل للاعداء بأن العيون الساهرة ترصد هجماتهم. وقد تم تجديد هذا السور في عهد الأمير أحمد بن الأغلب وعلى يدي أحد أعوانه فتاته سنة 245 ه كما ذكر بالحرف الغليظ البارز على الجهة القبلية لهذا السور. أبواب وجاء بكتاب ورقات للعلامة عبد الوهاب أن لسوسة وعلى امتداد السور 8 أبواب لا تعرف منها الا وهي الباب الكبير وما يعرف بباب بحر والباب الغربي الذي مازال يحتفظ ببنائه وباسمه وموقعه الى الآن مثلما هو الشأن بالباب الجبلي والباب القبلي المعروف بباب القيروان والباب الجديد في حين انتفى الباب الذي يوجد بالجهة الغربية ولا يعرف شيء عن الباب الآخر، بالرغم من انشاء باب جديد عرف لدى الناس بباب الفينقة أو المشنقة.