الصحة العالمية.. استهلاك الملح بكثرة يقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    عُثِرَ عليه بالصدفة.. تطورات جديدة في قضية الرجل المفقود منذ حوالي 30 سنة بالجزائر    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    السلطات الاسبانية ترفض رسوّ سفينة تحمل أسلحة إلى الكيان الصهيوني    الديبلوماسي عبد الله العبيدي يعلق على تحفظ تونس خلال القمة العربية    يوميات المقاومة .. هجمات مكثفة كبّدت الاحتلال خسائر فادحة ...عمليات بطولية للمقاومة    فتحت ضدّه 3 أبحاث تحقيقية .. إيداع المحامي المهدي زقروبة... السجن    المنستير .. المؤبّد لقاتلة صديقها السابق خنقا    في ملتقى روسي بصالون الفلاحة بصفاقس ...عرض للقدرات الروسية في مجال الصناعات والمعدات الفلاحية    رفض وجود جمعيات مرتهنة لقوى خارجية ...قيس سعيّد : سيادة تونس خط أحمر    دخول مجاني للمتاحف والمواقع الأثرية    ارتفاع عجز الميزان الطاقي    دغفوس: متحوّر "فليرت" لا يمثل خطورة    العدل الدولية تنظر في إجراءات إضافية ضد إسرائيل بطلب من جنوب أفريقيا    تعزيز نسيج الشركات الصغرى والمتوسطة في مجال الطاقات المتجددة يساهم في تسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي قبل موفى 2030    كاس تونس - تعيينات حكام مباريات الدور ثمن النهائي    الترفيع في عدد الجماهير المسموح لها بحضور مباراة الترجي والاهلي الى 34 الف مشجعا    جلسة بين وزير الرياضة ورئيس الهيئة التسييرية للنادي الإفريقي    فيفا يدرس السماح بإقامة مباريات البطولات المحلية في الخارج    إمضاء اتّفاقية تعبئة قرض مجمع بالعملة لدى 16 مؤسسة بنكية محلية    وكالة (وات) في عرض "المتوسط" مع الحرس .. الموج هادر .. المهاجرون بالمئات .. و"الوضع تحت السيطرة" (ريبورتاج)    طقس الليلة    سوسة: الحكم بسجن 50 مهاجرا غير نظامي من افريقيا جنوب الصحراء مدة 8 اشهر نافذة    القيروان: إنقاذ طفل إثر سقوطه في بئر عمقها حوالي 18 مترا    تأمين الامتحانات الوطنية محور جلسة عمل بين وزارتي الداخليّة والتربية    كلمة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أمام القمة العربية    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    توزر: تظاهرة احتفالية تستعرض إبداعات أطفال الكتاتيب في مختتم السنة التربوية للكتاتيب بالجهة    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    صفاقس تستعدّ للدورة 44 لمهرجانها الصيفي    صفاقس: هدوء يسود معتمدية العامرة البارحة بعد إشتباكات بين مهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء    وزارة الفلاحة توجه نداء هام الفلاحين..    "فيفا" يقترح فرض عقوبات إلزامية ضد العنصرية تشمل خسارة مباريات    جندوبة: وزير الفلاحة يُدشن مشروع تعلية سد بوهرتمة    عاجل: "قمة البحرين" تُطالب بنشر قوات حفظ السلام في فلسطين..    هل سيقاطعون التونسيون أضحية العيد هذه السنة ؟    106 أيام توريد..مخزون تونس من العملة الصعبة    اليوم : انطلاق الاختبارات التطبيقية للدورة الرئيسية لتلاميذ الباكالوريا    سوسة: الإطاحة بوفاق إجرامي تعمّد التهجّم على مقهى بغاية السلب باستعمال أسلحة بيضاء    ناجي الجويني يكشف عن التركيبة الجديدة للإدارة الوطنية للتحكيم    المعهد الوطني للإحصاء: انخفاض نسبة البطالة إلى حدود 16,2 بالمائة    سيدي بوزيد: انطلاق الدورة 19 من مهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية ببئر الحفي    رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس الحكومة سير العمل الحكومي    قيس سعيد يُؤكّد القبض على محام بتهمة المشاركة في وفاق إرهابي وتبييض أموال    عاجل: متحوّر كورونا جديد يهدّد العالم وهؤلاء المستهدفون    ظهورالمتحور الجديد لكورونا ''فيلرت '' ما القصة ؟    الأيام الرومانية بالجم . .ورشات وفنون تشكيلة وندوات فكرية    محمد بوحوش يكتب...أدب الاعتراف؟    الخُطوط التُونسية في ليبيا تتكبد خسائر وتوقف رحلاتها.    بطولة اسبانيا : أتليتيكو يهزم خيتافي ويحسم التأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    إصدارات.. الإلحاد في الفكر العربي الإسلامي: نبش في تاريخية التكفير    زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    استشهاد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في الضفة الغربية    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عين دراهم: ورشة علمية حول استدامة التصرف في الثروة الغابية
نشر في الشروق يوم 15 - 12 - 2009

في نطاق مزيد العناية بغابات الفلين بجهة الشمال الغربي من الجمهورية التونسية وبهدف تسهيل تكوين شبكة من الغابات النموذجية ذات قيمة عالمية تخضع لتصرف مستدام تم تنظيم ورشة عمل على امتداد ثلاثة أيام ابتداء من 8 الى 11 ديسمبر 2009 بكل من مدينة طبرقة ونفزة حضرتها مجموعة من الاطارات الفنية بالادارة العامة للغابات بتونس وكل من المندوبيات الفلاحية بولاية جندوبة وباجة وبنزرت والعديد من المنظمات والجمعيات غير الحكومية وهيئات مجامع التنمية الفلاحية والصيد البحري.
وتهدف هذه الورشة الى مزيد تفعيل شراكة واسعة تستوعب كل المهتمين بالموارد الطبيعية لحماية الثروة الغابية وتنميتها والعمل على استدامة التصرف في الموارد الغابية وتكوين نظرة استشرافية شاملة لهذه المنطقة الجغرافية الواسعة تمكن من تلافي الحلول الجزئية الضيقة.
وتعرف الغابات النموذجية بأنها مناطق جغرافية تمتد على العديد من الهكتارات وتمثل مجموعة الثراء الغابي لهذه المناطق بما في ذلك الثراء البيئي والتوازن الاجتماعي والاقتصادي، وقد تم اختيار منظومة غابات الفلّين الممتدة على كافة مساحات سلسلة جبال خمير ومقعد كغابة نموذجية لما تمتاز به من جمال طبيعي وخضرة دائمة ومنتوج يساهم في توفير العملة الصعبة المتمثل في الخفاف.
ومن مزايا الانخراط في الشبكة المتوسطية للغابات النموذجية الاستفادة من الخبرات الدولية في ميدان التصرف المستدام في الغابات والتعريف بالنجاحات التونسية في هذا الميدان مع فتح شراكة متعددة ومتنوعة في المجال الغابي والموارد الطبيعية بهدف الاستفادة من إعانات المنظمات الدولية وكذلك الدول المانحة في مجال التنمية المستدامة.
حسن الجبالي
تطاوين: جهود كبيرة لتطوير القطاع السياحي
تطاوين الشروق:
عديدة هي المقومات الطبيعية التي تزخر بها ولاية تطاوين التي تساعد على تنمية القطاع السياحي بالجهة من ذلك الشمس والصحراء والكثبان الرملية والقصور والقرى الجبلية فضلا عن المحميات الطبيعية والواحات والمتحجرات من الأحياء البحرية وحسب المراقبين سيشهد هذا القطاع نقلة نوعية خلال السنوات القليلة القادمة بعد أن ارتفع نسق الاستثمار بفضل الشروع في تهيئة المسلك السياحي الجيولوجي والانطلاق في انجاز المحطة السياحية بقرماسة والانخراط في استراتيجية الدولة الهادفة الى تنمية الحركة السياحية في تونس بمختلف مجالاتها العلمية والثقافية والصحراوية والايكولوجية من خلال تنويع المنتوج السياحي وأسواق الوجهة لتمديد فترة إقامة السائح مما مكن من الرفع من القدرة التنافسية للجهة في جلب الاستثمارات الخاصة والمساهمة في تطور مؤشرات القطاع السياحي في تطاوين خلال سنة 2009 حيث بلغ عدد النزل المصنفة خمسة وعدد الأسرة 414 وعدد الليالي المقضاة سنويا 24 ألف ليلة كما تطور عدد الوافدين من تسعة آلاف الى 32 ألف وافد سنة 2009 ويفوق عدد السياح العابرين للصحراء 600 ألف سائح سنويا وتقدر جملة الاستثمارات في القطاع السياحي بولاية تطاوين خلال العشريتين الماضيتين 22 مليون دينار أي بمعدل مليون دينار سنويا ويتميز القطاع السياحي في تطاوين بتنوع أنشطته وشموليتها حيث يتضمن السياحة الثقافية (قصور صحراوية، قرى جبلية...) والسياحة العلمية (مسالك جيولوجية، بقايا الديناصورات...) والسياحة البيئية (محميات طبيعية، واحات صحراوية...) والسياحة الجبلية (مسالك سياحية، مسالك صحية...) وسياحة المغامرات (سباقات دورية في أعمال الصحراء رالي) وسياحة التخييم (محطات إقامة وترفيه بين كثبان الرمال الذهبية...). كما سيشهد قريبا القطاع نفسا جديدا وحركية كبيرة بفضل الاجراءات الأخيرة والقاضية بتعبيد الطريق السياحية قرماسة قصر غيلان على مسافة 43 كلم الذي من شأنه أن يربط ولاية تطاوين بالمسلك الصحراوي، والانطلاق في تهيئة المنطقة السياحية بتطاوين على مساحة 30 هك لتكون الجهة كذلك امتدادا طبيعيا للأقطاب السياحية بكل من دوز وتوزر وجربة وجرجيس، وتهيئة المسلك السياحي الجيولوجي غمراسن قصر الحدادة على طول 7 كلم ووضع برنامج لتهيئة وتأهيل القصور البربرية في إطار مسلك سياحي يشمل تطاوين وغمراسن وقرماسة وشنني والدويرات وقصر أولاد سلطان مع تهذيب وصيانة قريتي الدويرات وقرماسة السياحيتين وإقامة متحف لدعم القطاع السياحي وابراز التراث الصحراوي والخصوصيات الطبيعية والثقافية التي تمتاز بها جهة تطاوين فضلا عن ادراج بلدية تطاوين في اطار تدخلات صندوق حماية المناطق السياحية.
محمد صالح بنحامد
المكنين: الانتصاب الفوضوي أضر بتجار السوق البلدية
المكنين الشروق:
يعيش بائعو الخضار في مدينة المكنين من أصحاب الدكاكين بالسوق البلدية اليومية هذه الأيام حالة من الخوف والاحباط بسبب كساد تجارتهم وتدني مداخيلهم اليومية وهو ما ينمي عندهم خشية الافلاس ويُهدّدهم بصفة جدية في خسارة أموالهم وموارد رزقهم جراء تفاقم ظاهرة الانتصاب الفوضوي بمداخل السوق والمساحات المحيطة بها خاصة وأن بلدية المكان لم تحرّك ساكنا ورغم التجاء المتضررين اليها في أكثر من مناسبة.
«الخضار» سمير بن خديجة اتصل ب«الشروق» وأفادنا أن سوق المكنين كانت تحتوي على 17 دكانا للخضر والغلال واليوم لم يبق منها سوى سبعة يجاهدون ويكابدون من أجل أن يستمروا وهم الآن على وشك الانهيار والاستسلام ما لم تتدخل السلط المعنية وتتصدى لظاهرة الانتصاب الفوضوي التي أصبحت موضة في مدينة المكنين دون سواها من مدن الجهة فالخضارة داخل السوق يدفعون معاليم الكراء للبلدية ويشترون البضاعة من سوق الجملة ويبيعونها بأسعار فيها هامش قليل من الربح ومع ذلك فالمستهلك لا يقبل على سلعهم ويشتريها من «النصابة» خارج السوق وبأسعار لا تقبل المنافسة خاصة وأنهم يجلبون الخضر والغلال من أماكن انتاجها مباشرة.
ما صرح به سمير سانده فيه زميله سالم عفية الذي أضاف «لقد تكاثرت ديوني وتجارتي داخل السوق كاسدة... أنا مهدّد بالإفلاس وغلق المحل مثلما حصل للبعض، من أين لي بتسديد الديون وما أعرضه للبيع يبقى كما هو طوال اليوم؟ لقد احترت واحتار زملائي.. كل الأبواب التي طرقناها وجدناها مغلقة... المسؤولون الذين قصدناهم يقولون لنا بأن الانتصاب الفوضوي ممنوع وأن الرخص لا يمكن أن تمنح بهذه الصورة، فمن سمح لهم بالانتصاب إذن؟ ومن ينصفنا ويعيد الينا حقوقنا؟».
حالة سمير وسالم هي نفس حالة بقية الخضارة في سوق المكنين فرشاد مرادع ومنصور القابسي بدورهما اضطرا الى التداين لمجابهة الصعوبات التي يواجهونها يوميا والمتضررون حسب قولهما ليسوا «خضارة» فقط وإنما أيضا باعة السمك والدجاج... والغريب في الأمر أنهم جميعا وجّهوا عديد الشكاوى لبلدية المكان وللولاية وللهياكل المعنية للوقوف الى جانبهم ومنع الانتصاب خارج السوق وإجلاء الساحات والأرصفة المحتلة لكن شيئا من ذلك لم يحدث ومازال الأمر كما هو عليه على أمل أن يتدخل من يهمهم الأمر في أقرب الآجال ويتصدون الى هذه الظاهرة بما يسمح ل«الخضارة» داخل السوق بمواصلة نشاطهم في أحسن الظروف.
المهدي خليفة
القيروان: لماذا تأخر انطلاق مشروع منتزه الأغالبة ؟
القروان الشروق:
في قلب المدينة وعلى أجمل مواقعها ترقد فسقيات الأغالبة اليوم وككل يوم على نفس المشهد. على مساحة أكثر من 8 هكتارات تشق المدينة التي اتسع قطرها وتمددت ثم ازدحمت وينتظر ان تتحول الى منتزه ترفيهي ومركب عائلي سياحي واثري متنفسا... أو هكذا يعد الموقع ان يتحول في يوم ما (؟).
المتساكنون أثاروا عديد الأسئلة بخصوص المنتزه الموعود ليس بسبب ما بلغه الموقع من ابتذال بيئي واجتماعي وإهمال حضاري لا يليق بإرث الأغالبة فحسب بل ان ما يثير التساؤل إزاء الوضع هو عدم وضوح الرؤية بخصوص ما تم إقراره من تهيئة للفضاء. فقد مرت الى حد الآن ما يربو عن 6 أشهر منذ إطلاق المشاريع الرئاسية في القيروان. وقد كان منتزه الفسقيات جزء من حزمة المشاريع المعلنة، رصد له مبلغ 5.5 مليار توقع الجميع ان تغير وجه المكان وتمسح عنه ما علق به من مشاهد مزرية ومن سمعة شابت نصاعة الفضاء السياحي الترفيهي ومثلت نشازا أمام ما تشهده المدينة المنتزه من نقلة نوعية على مستوى البيئة والتهيئة. ... لكن ماذا حدث؟ نفس السؤال الذي طرح خلال جلسة متابعة تنفيذ المشاريع الرئاسية. وقد استوقفت النقطة 37 من قائمة المشاريع الرئاسية البالغة 48 مشروعا المعنيين بالأمر والسلط الجهوية على حدّ السواء بالنظر الى ما عرفته بعض المشاريع من تقدم في التنفيذ... ونخشى ان مشروع تهيئة فسقيات الأغالبة الموعود لن يرى النور (قريبا). وكيف لا يكون ذلك كذلك والحال أن دراسة المشروع لم تنطلق بعد وهي الأيسر ناهيك عن التنفيذ. الطرف المسؤول وهو ممثل وزارة الثقافة أشار الى أن الدراسة ستنطلق في 2010.
وكان بود المتساكنين لو تم الانطلاق في انفاق المبلغ المخصص (5 مليارات ونصف) عسى يقفوا على ثمارها مطلع مع الصائفة القادمة التي يبدو أنها ستكون قيظا صرفا واصل غياب المتنفس المأمول. ويبدو أن تأخير الدراسة يعد قرارا غير ذي جدوى ليس فحسب على انتظارات «القيروان» وزائريها بل على المبلغ المخصص للتهيئة. والمثال على ذلك بسيط وملموس السلبية. اذ كلف تأخير دراسة أحد المشاريع السابقة (ربط إحدى الأرياف بماء الشرب) 4 مليارات اضافية من 4 الى 11 مليارا لمجرد تأجيل الدراسة ب6 أشهر. ونحن نخشى ان تنسحب هذه النتيجة السلبية على مليارات المنتزه فتكون العاقبة اما أن ال5 مليارات لن تفي بغرض التهيئة على الوجه الأكمل او ان تتضاعف تكلفة المشروع وبالتالي تجد الجهات المعنية نفسها في مأزق مالي آخر. نسوق هذه الفرضيات والتساولات على أمل «الانطلاق في تهيئة فسقيات الأغالبة في إطار التوفيق بين الحفاظ على البعد التاريخي والأثر في واستغلاله كفضاء سياحي وترفيهي».
ناجح الزغدودي
بنزرت: في لقاء تكويني حول حمى الخنازير: المرض تحت السيطرة واللقاحات متوفرة
(مكتب الشروق) بنزرت:
بحضور عدد هام من الاطارات الطبية والصحية من مختلف المراكز الجهوية التأم مؤخرا ببنزرت يوم تكويني وإعلامي قصد تعزيز سبل الوقاية والتصدي لانتشار فيروس ڤريب: A/H1N1... فعاليات هذا اللقاء الذي نظمته المصلحة الجهوية للرعاية الصحية الاساسية بالادارة الجهوية للصحة العمومية ببنزرت توزعت الى ست مداخلات تناولت طرق دعم آلية غسل ونظافة اليدين إضافة الى رصد مؤشرات عن التدخلات الرامية للحد من العدوى بالوسطين المهني والتربوي... في ما أثار النقاش مسائل متنوعة تعلقت بمدى اعتماد درجات الخطورة أثناء إيواء بعض الحالات بالمستشفى. إضافة الى طرح اشكال الازدحام اليومي بالمؤسسات الصحية جراء إسداء اللقاح الوقائي.
وفي حديث خاص ب «الشروق» أوضح السيد: «عز الدين براهم» رئيس المصلحة الجهوية للرعاية الصحية الاساسية أن هذه التظاهرة تهدف أساسا الى تقييم البرنامج الجهوي الذي تم ضبطه في غرض مقاومة ڤريب H/A1N1 عبر تسليط الضوء على التدخلات في مستوى الخطوط الامامية أي بالمراكز الجهوية للصحة الاساسية قصد الاحاطة بالمرض أولا ثم التعرف عن الجهود المبذولة بالوسط الاستشفائي في مختلف معتمديات الجهة للتدخل والسيطرة على تطور الوضع الوبائي في الفترة من شهر ماي الى بداية شهر ديسمبر من السنة الحالية...
وتفيد المؤشرات المتوفرة لدينا والتي أمكن ل «الشروق» الحصول عليها بمصادرها الخاصة أن 42 هو مجموع حالات الاصابة بمرض أنفلونزا الخنازير بمختلف المناطق من ولاية بنزرت. وتحافظ الاطارات الصحية بالجهة على التكتم وفضلت عدم التصريح بمجموع حالات الاصابة التي أوردها المحاضرون فإن العالية سجلت الحالة الاولى للاصابة بهذا المرض إذ ظهرت العوارض على مهاجر بايطاليا بتاريخ 8/8/2009 بعد 24 ساعة من عودته الى مسقط رأسه بمدينة الختمين...
جهود بالجملة
وعن فترة انتشار المرض جاء في بعض من هذه المداخلات أن 23 نوفمبر هو تاريخ ما يعرف طبيا ب «الجائحة الوبائية» عبر تسجيل حالات تحمل عوارض خاصة تم على إثرها إيواء خمس حالات على جناح «استعجالي أنفلونزا الخنازير» الذي انطلق العمل به منذ شهر ماي 2009 في إطار برنامج خاص بكل مؤسسة صحية للاحاطة بالمرضى وعزلهم.
وتبقى معدلات الاحالة الى المستشفى قليلة جدا بالنظر الى الاحصائيات التي تم إيرادها بالمناسبة وبالنظر الى الجهود التي تبذلها مراكز الصحة الاساسية المنتشرة على كامل مناطق الجهة...
2500 لقاح
وفيما يتعلق باللقاح المضاد لڤريب «فيروس A/H1N1» فإن الدفعة الاولى انطلقت بتاريخ 16/11/2009 حيث انتفع 2500 شخص حاملون لامراض مزمنة باللقاح. أما الدفعة الثانية التي تتوجه الى فئة النساء الحوامل والاطفال في سن الستة أشهر الى 23 شهرا إضافة الى عنصر الكهول من ذوي الامراض الخاصة فقد وصلت يوم الجمعة الماضي. على أن يقع تزويد كل المؤسسات الصحية بدفعة ثالثة خلال شهر جانفي 2010.
وشدد السيد: «عز الدين براهم» أن الحل لاشكال ازدحام المؤسسات الصحية يكمن في حسن تنظيم فترات استقبال المنتفعين بلقاح هذا الڤريب الذين هم بالاساس الاطفال والنساء في مختلف مراحل الحمل. وعن عوارض إحالة المريض الى المستشفى قال الدكتور: «سامي بن علية» أن درجات خطورة الحالات من الڤريب العادي أو الموسمي بدورها قابلة في بعض من الوضعيات للتحول الى خطر صحي...
المناعة والشلل
وكان حق الطفل في الرعاية الصحية احدى المواضيع التي مثلت اللقاء العلمي في نطاق الاحتفال الجهوي بشهر الطفولة حيث أكد الاطار الطبي المتعدد الاختصاصات في اجتماعهم بأولياء الجهة أن النظافة وغسل اليدين وتقوية مناعة الطفل عبر الرضاعة الطبيعية تشكل أفضل التدابير لوقاية الطفل من أي مرض كان...
وعن باقي السبل لوقاية أطفال المدارس والمحاضن المدرسية من عدوى الفيروس أورد المتدخلون من الاطباء ان الواقي المخصص هو من نوع: «FFB2» وليس ما هو معتمد من قبل سائر التلاميذ هذه الايام لان هذا النوع هو موجه لمن هو في حالة عدوى بالمرض... أما بخصوص المخاوف من مضاعفات المكمل اللقاح الذي قد يؤدي الى حالة من الشلل فاعتبرت السيدة: «هاجر العنابي الجربي»: أخصائية في الامراض الصدرية أن مثل هذه المخاوف لا مبرر لها اعتبارا وأن حدوث الشلل هو في الحقيقة حالة نادرة سجلت في العالم لا غير...
إيمان عبد الستار
قبلي: الخنزير بواحات الجهة حيوان مثقف!
قبلي (الشروق):
الخنزير أو «الحلّوف» كما يقولها أحد فلاحي ولاية ڤبلي حانقا إزاء عجزه عن التعامل مع هذا الكائن الغريب عن تقاليد ابناء الواحات. فالخنزير لا يمثل أحد المكونات الايكولوجية التقليدية بالجهة فهو حيوان دخيل ظهر بالواحات منذ سنوات قليلة نسبيا ثم انتشر بسرعة ليصبح لاعبا أساسيا في مقابلة التنمية الفلاحية بالجهة وذلك بما يسببه من إتلاف للمحاصيل ومن خطر على حياة الاهالي من الفلاحين خاصة ويبدو أن هذا الحيوان قد اكتسب مهارات جديدة وتأقلم بشكل جيد مع خصائص المنطقة ومع مناخها بل لعله اكتسب ردات فعل جديدة مناسبة للحصول على ا لغذاء ولتجنب ما يمكن أن يصيبه من مخاطر من الاهالي كالتفطن لمصائدهم مثلا وكأننا بهذه الكائنات تجتاز دورات تكوينية وتستفيد من برامج تكوين وتأهيل في حسن التعاطي معنا في استغلال محاصيلنا أو قد يكون من بين قطعان الخنزير مسؤولين يسهرون على تعريف جمهور الخنزير بطرق تفكيرنا وسلوكنا حتى تحسن التصرف معنا في مختلف أوضاعنا.
ولذلك فإن مطالب الفلاحين من أبناء الجهة لم تعد القضاء على قطعان «الحلوف» فقد يكون في بقائها بعض الفوائد!!! وإنما أصبح المطلب الرئيسي لابناء الواحات هو تأهيلهم لحسن التعامل مع هذا الحيوان ومعرفة شروط وجود وتكاثر وسلوكات الخنازير حتى يستطيعوا التعامل معها في كل الظروف وحتى يتجنبوا أخطارها القاتلة أحيانا ولكن الظاهر أن مصالح الفلاحة بالجهة لم تتجه بعد نحو دراسة خصائص هذه الكائنات وتوصيف سلوكاتها أو رصد تكاثرها وإحصاء أعدادها لتمكن الفلاح من معرفة هذه الحيوانات كما تعرفه هي لتكون المواجهة متكافئة والظاهر أيضا أن لا علامة على التوجّه الى هذا المنحى بما أن الخنازير لا تدخل المكاتب المكيفة المغلقة التي يتعذر حتى على المراسل الصحفي أن يطأها ليحصل من أصحابها على معلومة قد ينشرها لجمهور فلاحي المنطقة لعله يساعدهم على حسن التعاطي مع «الحلوف» وحتى تكون التنمية فعلا مجهودا يوميا مشتركا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.