أبلغ الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفضه تسريع توسيع العمليات العسكرية في إقليم وزيرستان القبلي القريب من الحدود الباكستانية الأفغانية، ودعا الولاياتالمتحدة إلى المسارعة إلى تقديم الدعم العسكري للقوات الباكستانية والتدخّل بقوة أكثر مع الهند. وقد حذرت وزارة الخارجية الباكستانية أمس حكومة أوباما من ارتفاع وتيرة اعتماد استراتيجية الغارات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار في منطقة كويتا بإقليم بلوشستان الباكستاني. وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية عبد الباسط إن بلاده تسعى إلى استقرار أفغانستان لأن السلام والأمن في باكستان يعتمدان على الاستقرار الأفغاني. ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها ان زرداري وجه رسالة خطية إلى أوباما في أواخر الشهر الماضي قال فيها ان حكومته مصممة على التحرك ضد القاعدة وطالبان والمجموعات المتمردة المتحالفة معها والتي تهاجم القوات الأمريكية في أفغانستان من المناطق الحدودية في باكستان. إلاّ ان زرداري أكد في رسالته التي تقع في ثلاث صفحات، ان جهود باكستان الداخلية لمحاربة مسلحي المنطقة القبلية تقوم على تقييمها الخاص للخطر وجدولها الزمني الخاص وحاجاتها العملية. وذكر ان العملية العسكرية في وادي سوات وحدها كلفت بلاده 2.5 مليار دولار، مشيرا إلى ان باكستان تتوقع من الولاياتالمتحدة أن تمدّها بالدعم المادي. ويذكر أن الولاياتالمتحدة قررت تقديم مساعدة إلى باكستان خلال السنوات الخمس المقبلة قدرها 7.5 مليارات دولار لكنها اشترطت تلقيها ضمانات تكفل عدم وصول الاموال لمن تسميهم المتطرفين. وتعتبر حكومة أوباما باكستان منطقة حاسمة في جهودها للتصدي لحركة طالبان في أفغانستان، والمساعدات هي احدى الوسائل التي يستخدمها أوباما لمواجهة التطرف الذي يهدد استقرار المنطقة. من جهة أخرى قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية ان قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني أبلغ قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس أثناء زيارته الأخيرة إلى إسلام آباد ان على الولاياتالمتحدة ألاّ تتوقع عملية واسعة في شمال وزيرستان في الأشهر المقبلة. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي باكستاني قوله «نحن ملتزمون بهذه الحرب ولكننا سنخوضها وفقا لشروطنا وسنحدد أولوياتنا من حيث الأهداف استنادا إلى مصالحنا. لا نريدهم (الأمريكيين) أن يملوا علينا ما نفعله. ولم يذكر زرداري الهند بالاسم لكنه ذكر أكثر من مرة المصالح الباكستانية الرئيسية والنزاعات التاريخية وطلب من أوباما الضغط على جيران باكستان لتحقيق تقارب ديبلوماسي معها، في إشارة واضحة إلى الهند. وقد طالب عبد الباسط المجتمع الدولي بالضغط على الهند حتى تتوقف عن التخبط في باكستان، موضحا ان باكستان تسعى إلى إقامة حوار يهدف إلى التوصل إلى نتائج مع الهند تمهيدا للتوصل إلى حل للمواضيع العالقة عبر حوار متعدد الأطراف.