يبدو أن مشكلة الازدحام المروري التي أصبحت تحكم خناقها على مختلف شوارع العاصمة ومداخلها من كافة الجهات، تأبى إلا أن تظلّ ذلك «الكابوس المزعج» الذي يرتعب منه كل مستعملي الطريق كل صباح، في ظلّ تواصل غياب حلّ جذري لهذه المسألة. وانطلاقا من هذه النتيجة، أصبحنا نتّجه شيئا فشيئا الى إضافة مشكلة الاختناق المروري الى قائمة «أمراضنا المزمنة» التي يبدو أيضا أننا سنضطر الى «التّعايش معها مُرغمين»، لكن باختلاف بسيط وهو أن المرض المزمن نتعايش معه ونستطيع تحمّله في ظلّ توفّر العلاج الذي يعيننا على ذلك، لكن في حالة الاختناق المروري، فنحن إزاء «داء» لا دواء له، والفرق واضح بين الحالتين، والدّاء الذي نتحدّث عنه لا تنفع معه «المسكّنات» بل يتطلب إيجاد الدواء المناسب والعلاج النهائي له. وما يحيلنا الى الخوض في هذه المسألة، هو ما نلاحظه يوميا من اكتظاظ يشلّ حركة المرور على أغلب الطرقات لساعات، خاصة في الصباح، فكأن كل الحلول التي تمّ العمل بها، مثل تغيير توقيت عمل الادارة العمومية الى التاسعة عوضا عن الثامنة، لم تجد نفعا، بل تواصلت الحالة على ما هي عليه لأن هذا التوقيت لا يتطابق مع توقيت المدارس، فيضطر الآباء في هذه الحالة، الى مغادرة منازلهم باكرا لمرافقة أطفالهم، وهذا يعني عدم جدوى هذا الاجراء الذي لم يخفّف من حدّة الاكتظاظ في أوقات الذروة بل رأى فيه عديد المواطنين أنه زاد من تعقيد حياتهم ولخبط جدول أوقاتهم، كما لم يساعد على حلّ مشكلة الاختناق المروري في العاصمة. فلا هذا الإجراء ولا غيره أوجد حلّا جذريا لهذا الاشكال، أي لا المحوّلات والجسور والطرقات الجديدة التي تم انشاؤها وتهيئتها كانت قادرة على امتصاص الضغط المروري المسلط على أهمّ شوارع ومداخل العاصمة وتيسير حركة المرور بالنسبة لمستعملي الطريق الذين يطالبون بحل جذري ودواء ناجع لهذه المشكلة وليس مسكّنات.