بثت «الجزيرة الوثائقية» مساء السبت 19 ديسمبر 2009 شريطا وثائقيا تناول حياة الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد ومواقفه وظروف اغتياله ولأول مرة في تاريخ هذه المأساة يعترف على الهواء وأمام ملايين المشاهدين أحد مرتكبي جريمة الاغتيال بجريمته. أنطوان ميليرو : اعترافات صريحة إن المنظمة السرية «اليد الحمراء» الفرنسية التي كانت تعمل فوق التراب التونسي هي التي اغتالت صبيحة يوم الجمعة 5 ديسمبر 1952 فرحات حشاد الزعيم الوطني والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وكانت هذه المنظمة السرية تمثل الجيش السري للجمهورية الفرنسية في تونس وكان قائدها الفرنسي العقيد «فيات» يتلقى أوامره من أنطوان بيني رئيس مجلس الوزراء الفرنسي آنذاك. أنطوان ميليرو : نعم قمنا باغتيال حشاد وبوقاحة مجرمي الحرب العنصريين اعترف عضو منظمة «اليد الحمراء» الارهابية الفرنسية أنطوان ميليرو بجريمة الاغتيال واصفا اياها بالشرعية مؤكدا مشاركة أربعة عناصر من الأمن الفرنسي في جريمة الاغتيال ثم ويا للفضيحة يؤكد استعداده لتكرارها فأي حقد استعماري هذا وأي اعتداد بسياسة الاستعمار الفرنسية وثقافته؟ واضافة الى ما تقدم فقد اعترف المجرم «ميليرو» بأن الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران أحد قادة الحزب الاشتراكي الفرنسي هو الذي أمر آنذاك بوصفه وزيرا للداخلية الفرنسية بتهريب القتلة أعضاء منظمة «اليد الحمراء» الارهابية الفرنسية الى فرنسا على متن طائرة خاصة والجميع يعلم الدور الكبير الذي لعبه ميتران خلال الخمسينات في الدفاع عن الكيان الصهيوني في فلسطين وقيادة المظاهرات الداعمة له. لقد اغتالت هذه المنظمة الارهابية الفرنسية عددا كبيرا من التونسيين فإلى جانب الشهيد فرحات حشاد اغتالت الشهيد الهادي شاكر والشهيد عبد الرحمان مامي وارتكبت جرائم كثيرة أخرى مثل تلك التي نفذتها ضد نساء تازركة وأطفالها. خلال حقبة السبعينات والثمانينات كنا نلح على محاكمة المجرمين الذين اغتالوا الشهيد حشاد ولم نكن نجد آذانا صاغية بل كنا نلمس ممانعة مكشوفة بدعوى «غياب الأدلة» أما الآن وبعد هذه التصريحات العلنية والمثيرة نرى أنه بات علينا ملاحقة مجرمي الحرب الفرنسيين ومن يقف وراءهم من مسؤولين سياسيين بسبب ما ارتكبوه من جرائم ابادة في حق شعبنا وما نفذوه من اغتيالات ضد قادة الحركة الوطنية والنقابية ولا يجب أن يفلتوا من العقاب مهما كانت الحماية التي تمتعوا بها بالأمس والمتواصلة حتى اليوم كما يبدو. أحمد الكحلاوي الكاتب العام السابق لنقابة التعليم الثانوي