فضاء مخصص للترفيه وخاص بالأطفال شاسع من حيث المساحة قبالة المركب الثقافي نيابوليس بنابل، وماجورات قصر هلال تصطف بملابسهن الحمراء والبيضاء أمام المركب واقبال كبير للأطفال، كلها مؤشرات كانت تنبئ باحتفال ضخم بعاصمة الوطن القبلي. أجل هو الافتتاح الرسمي للدورة الرابعة والعشرين من مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل. أو هو كما جاء على لسان السيد محمد صالح (ولي) عرس الطفل بنابل، المنعقد، مساء أول أمس بفضاء المركب الثقافي نيابوليس بنابل. حفل الافتتاح انطلق رسميا، بقدوم السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث، بمرافقة عدد من مسؤولي واطارات ولاية نابل وعلى رأسهم السيد محمد لمين العابد والي نابل. في الأثناء استهلت الماجورات عرضها ليتوجه الجميع الى بهو المركب الثقافي في نيابوليس. هناك أثثت مجموعة من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي جدران البهو بأقنعة وعرائس «الماريونات» فتجد «شيغيفارا» و «أم كلثوم» على هذه الشاكلة وفي ركن آخر من البهو - تجد معرضا لكتب مدرسية للأطفال. فتتيقن منذ تلك اللحظات أنك في حضرة مهرجان خاص بالطفل هو «مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل». تنشيط في بهو المركب الثقافي نيابوليس وقبل انطلاق عرض الافتتاح مباشرة كان الحضور على موعد مع التنشيط الذي أثثه مهرجان من فينلندا، في اطار ما يطلق عليه بمسرح الشارع، وساحر من انقلترا، وقد قام ثلاثتهم بحركاتهم الخاصة أمام وزير الثقافة والمحافظة على التراث، الذي لم تفارق الابتسامة ملامحه طوال تلك اللحظات. المهرجان، تميز بالابتسامة المتواصلة في وجوه الوافدين مرفقة بحركات استعراضية جميلة، تشد المشاهد وتجعله يرد الابتسامة دون وعي انها ابتسامة الطفولة ولا ريب. افتتاح في المستوى ومن بهو المركب الثقافي نيابوليس الى أكبر قاعاته والتي ستحتضن اغلب عروض المهرجان قاعة «مسرح عمر الخيام» حيث تلتئم عروض الافتتاح الرسمي للمهرجان. فعندما تطأ قدماك تلك القاعة تنبهر بالاقبال الكبير للأطفال والأولياء، ويتعذر ايجاد مكان بحكم ان القاعة ملأى بالجمهور الذي تعالى صياحه وتصفيقه بمجرد صعود طالب الفنون الركحية رشدي حسان في فقرة خاصة أثثها بمفرده ونالت استحسان الحضور. هذه الفقرة تلاها عرض لملخص مصور لعروض هذه الدورة من مهرجان نيابوليس - ألقى اثره كل من السيد حمادي الديماسي رئيس جمعية نيابوليس لمسرح الطفل. والسيد «الطاهر العجرودي» مدير المهرجان ومدير المركب الثقافي نيابوليس كلمتيهما. وقد ثمن كلاهما دعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لمسرح الطفل. في تقديمهما المقتضب لهذه الدورة من مهرجان نيابوليس. لا تخف .. انها نيران المسرح الوطني ! افتتاح الدورة 24 لمهرجان نيابوليس، تضمن عديد الفقرات، وقد تلت كلمة الادارة، فقرة خاصة بالحركات البهلوانية أو بفنون السيرك، أثثها سيرك المسرح الوطني في استعراض ناري لكنه جمالي استعراض اعجب الكهول، وأخاف الأطفال حتى أن أحد الأولياء بجانبنا خاطب طفله قائلا : لا تخف يا بني انها نيران المسرح الوطني ويبدو أن الرجل (الذي رفض التصوير والادلاء بتصريح) له اطلاع كبير على المسرح والثقافة في بلادنا، للباقته في الحديث من الجهة وللإيحاء في التعبير من جهة أخرى هذا فضلا عن مظهره أو هندامه، وان كانت المظاهر خداعة. الثنائي «مصدق» في «بينوكيو» الفقرة الأخيرة في الافتتاح هي مسرحية «بينوكيو» وهي مسرحية للأطفال انتجتها شركة حلم لسهام مصدق واخرجها الممثل «صلاح مصدق» (زوجها). المسرحية في مجملها تميزت بلغة مبسّطة وسهلة الهضم بالنسبة للأطفال وتميزت خاصة بالديكور الرائع والذي اضفى جمالية على العمل المسرحي ككل توجت بجمالية أخرى هي جمالية الاضاءة. وتجدر الاشارة الى أن ادارة المهرجان كرمت قبل عرض «بينوكيو» بدقائق مجموعة ممن أثبتوا قيمتهم الفنية في مسرح الطفل، وهم على التوالي، الأستاذة : «فوزية الهيشري» والمسرحي «كمال العلاوي» والمسرحيين «محمود الماجري» و «صالح بن عربية». افتتاح في مستوى التطلعات، جمع بين الترفيه والتثقيف على أمل أن يتواصل هذا النجاح في بقية الدورات لأن جمهور الأطفال، هو جمهور المسرح في المستقبل. وأنا على يقين من أن نيابوليس بصدد تكوين جمهور مسرحي للمستقبل هكذا تحدثت السيدة سلمى (38 سنة) عن حفل افتتاح المهرجان (رغم رفضها التصوير) وهذا الانطباع كان الأعمق، لأن اغلب الآراء جاءت في شكل تعبير مقتضبة على غرار «افتتاح رائع» و «وأعجبني السيرك»، «محلاها المسرحية»... نجاح حفل الافتتاح لا ينفي، نجاح الدورة ككل، لأنها ستتضمن مجموعة من العروض من بلدان مختلفة من العالم، قال عنها مدير المهرجان انها أهم العروض المنتقاة في السنة الحالية، وأكد تميزها، في انتظار ما ستفرزه العروض التي ستتواصل الى نهاية هذا الأسبوع.