أنفقت الولاياتالمتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 تريليون دولار على مكافحة ما تسميه الارهاب حصل العراق منها على نصيب الأسد بنحو 748 مليار دولار، بينما تقل حصة الانفاق على عمليات أمريكا العسكرية والأمنية في أفغانستان بنحو مرتين ونصف بالمقارنة لما تم انفاقه في العراق. وذكرت صحيفة «برافدا» الروسية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس أن الولاياتالمتحدة لم تكتف بهذا القدر من الانفاق بل تعتزم تخصيص مبلغ 128.3 مليار دولار أخرى لعملياتها العسكرية والأمنية في العراق وأفغانستان تبلغ حصة الأخيرة 65 مليار دولار لتغطية نفقات القوات الأمريكية الإضافية. ويذكر أن حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اعتبرت أن الحرب التي بدأتها على العراق وأفغانستان هي في إطار ما يسمى «الحرب على الإرهاب». وأشارت الصحيفة إلى ان نفقات مكافحة «الارهاب» لا تتضمن تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان فقط حيث تتطلب صفقات السلاح العديدة وارساء أهداف عسكرية وأموالا طائلة تأتي بين قائمة طويلة من المتطلبات ابتداء من فواتير الرعاية الصحية لأولئك الذين اصيبوا في المعارك مرورا بتعويضات الحكومة للأسر والمحاربين القدامى حتى الاجراءات الأمنية لحماية والدفاع عن السفارات الأمريكية وغيرها من البرامج الأخرى مما يرفع كلفة الانفاق العسكري والأمني بشكل هائل. كما تتضمن النفقات تمويل برنامج تشجيع عناصر طالبان الذين يقررون التخلي عن المقاومة والسلاح وتدريب قوات الأمن الأفغانية الذي تقدر تكلفته بنحو 7.5 مليار دولار ونحو مليارى دولار آخرين يتم انفاقها على الاستخبارات العسكرية لشراء طائرات تجسس دون طيار. ونقلت الصحيفة عن سيرغي غولابف الخبير الروسي البارز قوله إن معدل ما يسمى التهديد الارهابي في العالم قد تنامى بسبب جهود مكافحة الارهاب التى تقودها الولاياتالمتحدة بمعنى أنها أنفقت ثلاثة تريليون دولار لتأجيج نار «حرب الارهاب».. مشيرا إلى أن احتلال وتدمير الأمريكيين للعراق وأفغانستان أسفر عن فقد العديد من الأشخاص في الدولتين لمنازلهم وأعمالهم واحبائهم من أجل الولاياتالمتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل أولئك على استعداد لعمل أي شيء لإلحاق الأذى بالأمريكيين. وحذر الحكومة الأمريكية من أنها سوف تدفع ثمن سياساتها التي برهنت على فشلها في العراق وأفغانستان.