سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البروفيسور «مارك ايسبيي»، أخصائي السرطان بمستشفى سانت لويس بباريس ل «الشروق»: 50 ألف إصابة و11 ألف وفاة في فرنسا سنويا وسرطان الثدي أشد الأمراض فتكا في تونس
البروفيسور «مارك ايسبيي»، رئيس قسم السرطان بمستشفى سانت لويس بباريس (فرنسا). شارك مؤخرا بمدينة القيروان أشغال ندوة «الأيام العالمية الأولى للبحث التفاعلي» بخصوص مرض سرطان الثدي المنعقدة بالقيروان من 18 الى 20 ديسمبر ضمن فعاليات القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية تحت إشراف وزارة الصحة والجمعية الطبية بالقيروان ونقابة أطباء الاختصاص وبحضور الدكتور محمد غنام ورئاسة الدكتور محمد قديش. عن خطورة المرض والتجربة التونسية والتعاون التونسي الفرنسي لمكافحتها تحدث ل«الشروق» في لقاء كشف فيه الكثير من الأرقام والمعطيات والحقائق. تعودتم عقد هذه الندوة في فرنسا، هل لتغيير مكانها الى القيروان (تونس) إضافة علمية وعملية؟ هذه المناسبات العلمية تمكننا من تدعيم التعاون بين البلدان وتبادل الآراء بيننا وبين الزملاء الأطباء من تونس وسوسة والقيروان والجزائر. وقد كانت بيننا محادثات ذات قيمة علمية مضافة. ونحن هنا لمعرفة أسباب انتشار سرطان الثدي. ومن المهم دائما إقامة تواصل للتعرف أكثر الى الطرق الناجعة التي بإمكانها المساهمة في الحد من انتشار هذا المرض. هناك تنسيق وشراكة بين تونسوفرنسا في مكافحة سرطان الثدي؟ نعم لنا في مجال مكافحة سرطان الثدي تبادل خبرات مع معهد السرطان بتونس (صالح عزيز) منذ سنوات ولنا أيضا مشاريع تعاون بيننا. وهناك عملية استقبال أصحاب الشهائد العليا لإجراء التربصات والتكوين في فرنسا. خلال بعض المداخلات سمعنا عبارات «قرع نواقيس الخطر» هل بلغ الأمر هذا الحدّ؟ مرض سرطان الثدي متواجد بكثرة. ويصيب 50 ألف امرأة كل سنة كما يتسبب في وفاة 11 ألف سيدة سنويا في فرنسا. وهو مرض مستفحل. ويعتبر سرطان الثدي الأشد فتكا بين السرطانات كما يعد المتسبب رقم اثنان في الوفاة بعد أمراض القلب والشرايين. وفي تونس، هل يختلف الأمر كثيرا، وما مدى انتشار المرض؟ المؤكد ان المرض أصبح يمثل مشكلا صحيحا في تونس، وأمسى الآن أكثر انتشارا كل عام وعلمنا من زملائنا التونسيين انه ايضا يمثل السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب. ولعل الفارق بين المرأة الفرنسية والتونسية هو أن التونسيات يصبن بسرطان الثدي في سن مبكرة من عمرهن أي قبل ال50 عاما. ولا نعرف بعد سبب ذلك وربما يعود الى طريقة العيش أو الى أسباب وراثية وأحيانا هناك عائلة جميع أفرادها مصابون بالمرض. كيف تقيمون التجربة التونسية في مكافحة سرطان الثدي؟ الطب متقدم في تونس وهناك مساع وتفكير في طريقة الكشف عن «حبات» سرطان الثدي قبل ان يزداد حجمها. وقد بلغ حجم بعض الأورام السرطانية في تونس 4.5 صنتيمتر وهناك رغبة في الكشف عن الأورام مستقبلا عند حدود 2 صنتمتر. وذلك بفضل عمل وجهد الأطباء المختصين والقابلات والأطباء العامون الذين بإمكانهم الكشف الكلينيكي للفيروس وتحسس الأورام الملموسة. وهناك مراكز مختصة في بعض المدن. هل ستواصلون عقد هذه الأيام الطبية حول سرطان الثدي في القيروان مستقبلا؟ (مبتسما) هذه زيارتي الأولى الى القيروان. ونتمنى ان نقدم شيئا لتدعيم التعاون بين فرنساوتونس للمساهمة في التكفل بعلاج السرطان في تونس. وسنتباحث مع زملائنا التونسيين لمعرفة احتياجاتهم وسبل مواصلة التعاون المادي والعلمي. ويمكن مواصلة عقد ندوة السرطان في القيروان وهذا رهن مشروع التفاهم بين الأطباء التونسيين والفرنسيين ورهن الاعتمادات لأن مثل هذه الندوات مكلفة. ومن المنتظر ان نشرك عددا أكبر من الأطباء الأفارقة. في الختام، بروفيسور، كلمة سرطان شديدة الوقع ومخيفة أحيانا، هل تقولونها للمريض؟ على المريض ان يعرف لأنه المعني الأول بالمرض، وأنا لا أتردد في اخبار مرضاي. واردد كلمة «سرطان» على مسامعهم. يجب عدم الخوف في تسمية الأشياء باسمها وأحيانا يحتاج الى بعض الوقت لمصارحة بعض المرضى.