ثلاثة مطالب رفعتها فصائل المقاومة أمس الى السلطة الفلسطينية بعد الجريمة التي أقدم عليها الاحتلال الإسرائيلي باغيتال 6 فلسطينيين في نابلس وقطاع غزة.. هذه المطالب تعبّر عن رؤية الفصائل للواقع الأمني والسياسي ولطبيعة العلاقة مع هذا الكيان المجرم المحتل، وهي وقف التنسيق والمفاوضات مع الاحتلال وانهاء حالة الانقسام والانتقام للشهداء الذي يعني عمليا استمرار عمليات المقاومة المسلحة. ولا شك أن هذه المطالب الثلاثة مشروعة ومنطقية، فالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال جلب مآسي كثيرة وفرض تضييقات كبيرة على عمل المقاومة،وقد دعت الفصائل مرارا الى وقف هذا التنسيق الذي يوفر غطاء للاحتلال للمضي في ارتكاب جرائمه وكانت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» قد حذّرت أجهزة السلطة من ملاحقة كوادرها وكوادر كتائب شهداء الأقصى بعد عملية نفذها مقاومو السرايا والكتائب استهدفت حاخاما صهيونيا في احدى مستوطنات الضفة الخميس الماضي لأن فصائل المقاومة تعلم أنه لولا التعاون الأمني بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال لعجزت اسرائيل عن ملاحقة المقاومين.. وأما المطالبة بوقف المفاوضات فلها أيضا ما يبررها، فمسار التسوية لم يجلب للفلسطينيين سوى مزيد من مصادرة الأراضي وتهويد القدس وبناء المستوطنات والجدران العنصرية ومزيد من التضييقات على الحواجز العسكرية والاعتداءات على السكان الفلسطينيين واعتقال المئات منهم دون أي مكسب حصلت عليه السلطة. ثم إن ما شجع الاحتلال على الاستمرار في انتهاكاته والاستخفاف بكل العهود والمواثيق هو حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية وما نتج عنها من تنافر بين أكبر فصيلين («فتح» و«حماس») ومن إضعاف للشرعية الفلسطينية التي صارت ممزّقة شأنها في ذلك شأن الأرض لذلك يبدو مطلب الوحدة ملحا وضروريا أكثر من أي وقت مضى لمواجهة مكر الاحتلال ومخططاته الرامية إلى الالتفاف على الحقوق الفلسطينية. ولقد كانت فصائل المقاومة واضحة حين دعت الى الانتقام لدماء الشهداء وفي ذلك امتداد لمطالبها السابقة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال واطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، وقد تحدثت «سرايا القدس» قبل يومين عن تخوين كل من يحاول منع اشعال انتفاضة ثالثة ردا على جرائم الاحتلال لانها تعلم ان المقاومة وحدها هي القادرة على ردع المعتدي وان مسار المفاوضات لا يؤدي الا الى مزيد التنازلات. انها مطالب ضرورية لانتشال القضية الفلسطينية من هذا الوضع المتردي الذي آلت اليه.. وضع أفرزه الصف الصهيوني وزاده صمت السلطة تعقيدا !!