... رسم الافق آخر قوس لمسلك شمس اليوم الاخير من تاريخ السنة الميلادية المنقضية لتتقارب عقارب الزمن عند حدود الساعة العاشرة صباحا معلنة عن وقوع حادثة بمنطقة «المرايحية» غرب معتمدية حفوز والتي عرف عن أهلها المرح والكرم وحب العمل وعشق الارض. انطلقت صرخة ثم تلاها صياح وعويل ثم هلع وفزع وبكاء وأنين بعد أن رمت فتاة في ربيع العمر بنفسها في بئر عميقة بالقرب من منزل أهلها فارتطم جسدها بالصخرة اليابسة وتكسّرت عظام جسدها على مستوى القفص الصدري والعمود الفقري والساقين لتتغيّر معها ألوان المياه بحمرة الدماء. ومن نفس المصادر استفدنا أن احدى قريبات الفتاة اندفعت وراءها ونزلت السلالم بسرعة ونجحت في انتشال جسد الضحية وصعدت بها من الهوة المظلمة الى فضاء النور والفزع والبكاء ومددتها على الارض الى حين قدوم سيارة الاسعاف التي نقلتها وهي في غيبوبة تامة الى مستشفى حفوز وقد رافقها حشد كبير من أهلها وعشيرتها للاطمئنان على حالها. إلا أنه نظرا الى خطورة الاصابات وبعد تقديم الاسعافات العاجلة أمر الاطباء بتحويلها الى قسم الانعاش بالقيروان حيث لفظت أنفاسها الاخيرة في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس. أسباب غامضة وأبحاث متواصلة وحسب المعلومات الاولية التي تحصلنا عليها والتي كانت فيها الاقوال متضاربة يروى أن الفتاة قد زلّت قدماها من حافة البئر لما كانت بصدد ربط دلو الماء بطرف الحبل وهناك من أفادنا بأن هناك مشاكل عائلية بين الفتاة وأهلها دفعتها الى وضع حد لحياتها... ولكن الابحاث لاتزال متواصلة بمركز الحرس بحفوز لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء وقوع هذه الحادثة.