جدّت يوم السبت الماضي بجهة «غدير القلّة» من منطقة العقبة قرب السيجومي بالعاصمة جريمة قتل راحت ضحيتها إمرأة في عقدها الخامس من العمر، بعدما عثر عليها أبناؤها مردومة في حفرة بمنزلها. وحسب المعطيات الأولية فإن الهالكة، 47 سنة متزوّجة ولها أبناء، اختفت منذ مدة عن محل سكناها دون علم أهلها، ممّا اضطرّ أبناءها الى التساؤل عن موقعها فأجابهم والدهم بأنها ذهبت لزيارة منزل شقيقتهابجهة الشمال الغربي، لذلك اتصلوا بخالتهم، فنفت الأمر وأكدت لهم أنها لم تقم بزيارتها منذ مدة طويلة. عندها ارتاب الأبناء في الموضوع، وكثفوا من الأبحاث عن والدتهم، الى أن تبيّن لأحدهم وجود رائحة كريهة صادرة من احدى حفر الصرف الصحي بمنزلهم فأخبر أشقاءه، وبدأوا بالحفر، حتى كانت المفاجأة عندما أزاحوا بعض التراب والحجارة فبانت لهم يد، فزادوا الحفر الى أن وجدوا جثة والدتهم، وعليها آثار عنف شديد، مردومة وسط التراب والحجارة في حفرة للصرف الصحي بمنزلهم. أخبر الأبناء دون تردد أعوان الأمن الذين حلّوا بالمكان وعاينوا الجثة، فقاموا بإبلاغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وتوجه ممثلون عن السلط الأمنية وممثلون عن السلطة ا لقضائية الى مسرح الجريمة حيث تمت معاينة الجثة، كما تمّ الإذن بنقلها الى المستشفى وعرضها على مخابر الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة فيما صدر إنابة عدلية لفتح محضر تحقيقي في الموضوع والكشف عن هوية الجاني، خاصة بعدما تبيّن وجود آثار للعنف على أماكن من جسم الهالكة. لذلك حرّر المحققون على الأبناء الذين عثروا على جثة والدتهم، فسردوا عليهم بعض التفاصيل وادّعاءات والدهم والخلافات المتواصلة والمتراكمة بينه وبين والدتهم، لتتوجّه الشكوك الى الأب الذي اعترف مباشرة ودون تردّد خلال التحقيق معه. وقد أفاد أثناء استنطاقه، بأن العراك والخلاف كان متواصلا خلال كل حياته الزوجية. وأضاف بأنه يوم الواقعة احتدّ الخلاف بينهما، فقام بتعنيفها بشدة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه، وعندما اكتشف هول ما أقدم عليه وما اقترفه، قرّر اخفاء معالم الجريمة بإخفاء موضوعها، فاتخذ من حفرة للصرف الصحي، كان قد حفرها خلال أشغال بناء المنزل، قبرا لرفيقة دربه التي رافقته طيلة ما يقارب الربع قرن، وحاول طيلة فترة ردمها التستر عليها، في انتظار نقلها الى مكان آخر لإخفائها نهائيا. بعد أن اعترف، مبدئيا، الزوج بقتل زوجته وردمها لاخفاء آثار الجريمة، أصدرت النيابة العمومية بطاقة احتفاظ ضده، ومازال المظنون فيه على ذمة التحقيق والأبحاث متواصلة.