كشف مسؤولون أمريكيون أن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) تعد خططا عاجلة لزيادة التعاون العسكري مع اليمن قد تشمل توجيه ضربات انتقامية ضد أهداف لتنظيم «القاعدة» دون اغضاب العالم العربي، حسب قولهم، خصوصا بعد احباط محاولة تفجير طائرة امريكية يوم عيد الميلاد الاسبوع الماضي، في عملية تبنّتها «القاعدة». وقالت صحيفة «ذي تايمز» اللندنية إنه وفقا لاتفاق تعاون عسكري سرّي أبرم العام الماضي فقد أصرّ وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي على أن أي هجوم على تنظيم «القاعدة» في الأراضي اليمنية ستشنه القوات الحكومية اليمنية فقط. لكن الوزير اليمني اعترف مع ذلك بأن بلاده في حاجة الى معلومات تقنية واستخباراتية لشن ضربات كهذه. تدخل أمريكي وقال مصدر كبير في «البنتاغون» إن هناك قائمات جديدة بالأهداف يجري وضعها حاليا إذا طلبها الرئيس الامريكي باراك أوباما. «ولم تعترف الولاياتالمتحدة علنا بالتعزيز السريع لوجودها العسكري في الاراضي اليمنية وحولها منذ العام الماضي، الا أن هناك مصادر تقول ان الهجمات التي شنتها القوات اليمنية على المعسكرات التدريبية لتنظيم «القاعدة» كان من المستحيل تنفيذها من دون التجهيزات والمعدات والمعلومات الامريكية. ومن الممكن أن تشمل الهجمات المستقبلية استخدام أسلحة أمريكية مثل الطائرات بلا طيار، والطائرات العسكرية اضافة الى صواريخ كروز التي يتم اطلاقها من السفن. «وصرح الناطق بلسان «البنتاغون» بريان ويتمان قائلا: «سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لرصد النشاط الارهابي وتنظيم القاعدة». ويملك الجيش الامريكي قوة كبيرة في حالة تأهب دائم على هيئة مجموعات حربية محمولة متمركزة في البحرين، وإمكانية الوصول الى اليمن من دون عوائق عن طريق قواعد عسكرية في جيبوتي وجزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. «ولن يكون تحديد من كان يقف وراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف الطائرة الامريكية سهلا في أفقر بلدان العالم العربي، لكن تحركات مسلحين معروفين وإجابات الانتحاري المفترض عن أسئلة المحققين الأمريكيين وفرت بعض الخيوط. «ويعتقد أن اثنين من سجناء معتقل غوانتانامو السابقين دخلا اليمن عن طريق السعودية قد توليا قيادة تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية وهي الجماعة التي تبنت محاولة تفجير الطائرة. كما يعتقد بأن محمد العوفي وسعيد علي الشهري كانا هدفا لعمليتي قصف جوي على ما يشتبه انه معسكرات تدريبية «لارهابيين» شرقي اليمن قبيل عيد الميلاد، وتقول القوات اليمنية انهما تسببتا في مقتل 60 مسلحا. ولم يتم تاكيد الانباء حول مقتلهما عشية عيد الميلاد. «وقد استهدفت جماعة «القاعدة في الجزيرة العربية» مرة اخرى أمس الأول من جانب القوات اليمنية في غارات على ما اشتبه في كونه مخابئ في محافظة الحديدة الغربية، وأدت هذه العمليات الى اعتقال شخص واحد على الاقل. الصومال على الخط وفي سياق متصل أعلنت حركة «الشباب» الصومالية أمس أنها سترسل مقاتلين للمساعدة في محاربة من سمّتهم «أعداء الله» في اليمن، حيث تطارد القوات الحكومية عناصر من تنظيم «القاعدة». وقال الشيخ مختار روبو (أبو منصور) القيادي في حركة الشباب «قلنا لاخوتنا المسلمين في اليمن إننا سنعبر البحر ونصل اليهم لمساعدتهم على محاربة أعداء الله» حسب تعبيره. وأضاف «أبو منصور» في شمال مقديشو، حيث نظّم استعراضا بمشاركة مئات المقاتلين الشباب الذين أنهوا تدريباتهم «ترون اليوم ما يحدث في اليمن، أعداء الله يريدون تدمير إخواننا المسلمين» داعيا «الشباب في الدول العربية الى الالتحاق بالقتال» في اليمن.