قال الدكتور منذر البجاوي كاهية مدير ادارة الرعاية الصحية الأساسية صباح أمس ل«الشروق» إن ارتفاع درجات الحرارة كان عاملا مساعدا على انخفاض نسق الاصابات بفيروس القريب H1N1 أو ما يعرف بتسمية انفلونزا الخنازير. وأضاف في تصريح خاص إن «الأسبوعين الماضيين سجّلا نقصا في عدد الاصابات وذلك لسبب قد يعود الى حرارة الجو كما قد يعود الى الاقبال على التلقيح لكن ذلك لا يعني انتهاء موجة الاصابات»... اذ ما تزال موجة ثانية متوقعة الى غاية شهر مارس المقبل على حد قوله. وأوضح المتحدث أن الڤريب العادي او الموسمي يسجّل اصابات الى غاية بداية فصل الربيع فتظهر اصابات به في شهر مارس... ولذلك تتوقّع منظمة الصحة العالمية، حسب قوله ظهور موجة اصابات ثانية بفيروس H1N1 الى غاية مارس المقبل. تجديد اليقظة وردا على سؤال «الشروق» حول مدى تحيين اجراءات الاستعداد للاصابة في حالة ظهور موجة ثانية خاصة مع انخفاض درجات الحرارة ذكر ان نقص الاصابات الحالي لا يعني انتهاء موسم الاصابة... إذ تتوقع الجهات الصحية التونسية بدورها عودة نشاط الفيروس وبالتالي ارتفاع نسق الاصابات مجددا. وأكد المسؤول ان التحضير للتصدي للوباء تم اعداده لكل المراحل وربما صالح ايضا للعام المقبل، مشيرا الى أنه يجري الآن تجديد اليقظة فقط لأن موسم الاصابات لم ينته بعد. وعن سؤالنا حول طبيعة هذا التجديد يقول «يجب ان يتواصل التلقيح بالنسبة للأشخاص المعرضين للخطر وهم أصحاب الامراض المزمنة والحوامل». كما ذكر ل«الشروق» ان الاقبال على التلقيح ما يزال ضعيفا لكنه في تزايد مبرزا أنه يتم اجراء متابعات ميدانية لمن أجروا التلقيح. 270 ألف جرعة ما لا يقل عن 170 ألف جرعة من اللقاح تم حقنها في تونس و100 ألف جرعة اضافية ما تزال طور الاستغلال. وتبيّن نشرية المرصد الوطني للامراض الجديدة والمستجدة أن حوالي 69 ألف شخص يعانون من أمراض مزمنة حصلوا على اللقاح إلى جانب 11 ألفا و817 إطارا طبيا وشبه طبي وحوالي 36 ألفا و139 موظفا في الخطوط الأمامية وهم الداخلية والدفاع والنقل وغيرها و13 ألفا و467 حاملا و656 طفلا دون 23 شهرا من العمر و40 ألف جرعة تم حقنها في الصيدليات الخاصة. كما بينت نشرية المرصد أن الكميات المستعملة إلى حدّ الآن من اللقاح تمثل حوالي 73٪ فقط من المخزون الحالي المتوفر في انتظار وصول كميات أخرى إضافية خلال الشهر الجاري. 16 حالة إصابة تزايد في الاقبال على التلقيح لا يخفي تواصل المخاوف والتشكيك في التأثيرات الجانبية للقاح قال عنه الدكتور محمد بالأكحل مدير عام مركز الحذر من نتائج استعمال الأدوية إنه «علميا لم يتم تبريره إلى حدّ الآن». وذكر ل«الشروق» أنه تم تسجيل 16 حالة فقط من بين مجموع من أجروا التلقيح إلى حد الآن ظهرت لديها ردود أفعال سلبية للقاح يمكن وصفها بالعادية والمتوقعة. آخر تلك الحالات ظهور طفح جلدي لدى طبيبة متربصة في إحدى مستشفيات العاصمة بعد اجرائها للتلقيح الأسبوع الماضي. وأكد الدكتور الأكحل أنه تمت معاينة الحالة وثبت أن اللقاح كان السبب الرئيسي للاصابة مبرزا أن المصابة تتماثل للشفاء. وقال ل«الشروق» إنه يجري متابعة الوضع الصحي للحوامل اللاتي أجرين اللقاح كما ستتم متابعة وضعهن الصحي ما بعد الولادة تحسبا لأي تعكرات قد تظهر الآن. سحب اللقاح وذكر ردّا على سؤالنا حول ردّ الفعل في حال ظهور ردود أفعال سلبية وخطيرة للقاح أن المخبر لا سلطة قرار له بل له فقط سلطة ايجاد العلاقة السببية، للإصابة ما بعد اللقاح أو تناول الأدوية الخاصة بالمرض وذلك من موقعه كمركز مختص.. بعدها يتم تقديم تقرير لإدارة الصيدلة والدواء لاتخاذ الاجراء الملائم بمنع اللقاح أو سحبه.. مشيرا إلى أن الجهة الصحية الرسمية لها كل الآليات لحماية المواطنين من الأدوية وغيرها. أسماء سحبون أرقام بلغ عدد الاصابات بأنفلونزا الخنازير الى غاية 4 جانفي الجاري 3573 إصابة. ما تزال ولايات صفاقس وأريانة وتونس وبن عروس في صدارة المناطق الأكثر اصابة بالفيروس وذلك بتعدادها حوالي 2035 مصابا. ما بين 10 نوفمبر و4 جانفي تمّ تسجيل 21 حالة وفاة لأشخاص أصيبوا بالانفلونزا. يقدّر المعدل العمري للمتوفين ب36.1 سنة (تراوحت أعمارهم ما بين 3 أشهر و71 سنة) وتوزع عدد المتوفين ما بين13 ذكرا و8 إناث. 14.2٪ من المتوفين هم أشخاص عانوا من الأمراض المزمنة و14.2٪ منهم حوامل و9.5٪ أطفال و71.5٪ عانوا من الأمراض التنفسية وأمراض القلب. 820 مصابا بالفيروس تطلبوا الاقامة في المستشفيات ما بين شهر نوفمبر وجانفي الجاري حوالي النصف منهم أشخاص يعانون من الأمراض المزمنة و19.5٪ منهم كهول تمّ إيواؤهم بأقسام الانعاش ودون1٪ منهم أطفال تمّ انعاشهم في أقسام أمراض الأطفال.