نجحت حركة «طالبان» التي شنّ مقاتلوها هجمات منسّقة أمس في كابول، في تحويل العاصمة الأفغانية الى ميدان معركة على مدى نحو أربع ساعات تخلّلتها تفجيرات وإطلاق نار كثيف بالأسلحة الآلية والرشاشات الثقيلة قرب القصر الرئاسي، وخلّفت هذه العملية النوعية عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والجنود الأفغان ومقاتلي «طالبان» وفق حصيلتين متباينتين للحركة وللسلطات الأفغانية. فقد هزّت العاصمة الأفغانية أمس انفجارات قوية وسُمع دويّ إطلاق نار كثيف، بعد سلسلة هجمات انتحارية شنّتها «طالبان» قرب القصر الرئاسي بينما كان الوزراء الجدد يؤدّون اليمين الدستورية. عملية نوعية وأعلنت حركة «طالبان» أن 20 من مقاتليها الانتحاريين شنّوا هجوما على القصر الرئاسي ووزارات وسط العاصمة الأفغانية كابول حيث دوّت انفجارات عنيفة وسُمعت أصوات إطلاق نار كثيف. وأوضحت «طالبان» أنها كانت تريد توجيه رسالة الى الحكومة الأفغانية الجديدة عبر إرباك مراسم أداء الوزراء اليمين الدستورية. وقال ذبيح اللّه مجاهد، المتحدث باسم «طالبان» ان «الأهداف التي هاجمناها هي القصر الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم والبنك المركزي». وأضاف مجاهد «دخل 20 من انتحاريينا المنطقة» مؤكدا أن انتحاريا فجر حزامه الناسف عند مدخل القصر الرئاسي، وبعد ساعة من بدء الهجمات كان لا يزال يسمع دوي الانفجارات وإطلاق نار وقذائف «أربي جي». ودارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من «طالبان» وقوات الأمن الأفغانية في المنطقة الواقعة بين مصرف أفغانستان المركزي وفندق سيرينا الذي يبعد أمتارا قليلة عن القصر الرئاسي. وحسب «طالبان» فإن الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 30 من الشرطة والجيش الأفغانيين، ولم تتحدث الحركة عن مصير مقاتليها، فيما أعلن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أن القوات الأفغانية قتلت جميع مقاتلي الحركة الذين شاركوا في الهجوم وعددهم 20. وتحدّثت مصادر رسمية أفغانية كذلك عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة عشرات المدنيين بجروح خلال تبادل إطلاق النار. وعرضت محطة تلفزية أفغانية صور مركز تجاري من عدة طوابق تشتعل فيه النيران وسط كابول غير بعيد عن القصر الرئاسي، فيما أكد مصدر أمني أفغاني أن مقاتلي «طالبان» فجّروا سيارة مفخّخة عند مبنى وزارة الخارجية. تحت السيطرة وفي وقت لاحق أعلن قرضاي أن الوضع الأمني في كابول أصبح تحت السيطرة عقب هجمات «طالبان» وقال ان جميع مهاجمي «طالبان» قُتلوا. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إنها قتلت 4 من المسلحين في كابول في الوقت الذي انفجرت فيه سيارة مفخخة قرب دار للسينما مما أوقع عددا من القتلى في صفوف قوات الأمن والاستخبارات. وأشارت قناة «الجزيرة» الفضائية الى أن مهاجمي «طالبان» حاولوا في البداية اقتحام القصر الجمهوري ولكنهم لجؤوا بعد ذلك الى اقتحام وزارة المالية ومبنى البنك المركزي، حيث استولوا على وزارة المالية وبدأوا بإطلاق النار في اتجاه القصر الجمهوري.