لندن أنقرةواشنطن (وكالات): كشفت تقارير صحفية بريطانية ان اسرائيل قد تشن هجوما استباقيا على مفاعل «بوشهر» النووي الايراني اذا أقدمت روسيا على تزويد ايران بالوقود النووي مشيرة الى أن المقاتلات الاسرائيلية ستستخدم المجال الجوي التركي لتنفيذ العملية وهو ما نفته أنقرة رسميا، لكن خبراء وسياسيين أكدوا انه لن يكون في وسع اسرائيل الاقدام على هذه الخطوة بمفردها. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» عن مصادر اسرائيلية قولها انه في حالة اقدام روسيا على تزويد ايران بالوقود النووي اللازم لتشغيل المفاعلات فان اسرائيل ستقصف هذه المفاعلات في اطار خطة انتهت من إعدادها. نوايا اسرائيلية وقالت مصادر في تل أبيب ان الجيش الاسرائيلي اجرى بالفعل تدريبات على شن مثل هذا الهجوم، ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الاسرائيلية قوله ان تل أبيب لن تسمح أبدا بأن يصل بناء مفاعل ايراني وخاصة ذلك الموجود في بوشهر بمساعدة روسية الى مرحلة وصفها بالحرجة. ووفقا للمصادر الاسرائيلية فان أي هجوم من هذا النوع سيشن بطائرات مقاتلة من طراز أف 16 التي ستعبر الاجواء التركية مع وجود عملية متزامنة تقوم بها قوات خاصة على الارض. لكن تركيا نفت رسميا صحة ما ذكرته هذه التقارير، وأكد مصر حكومي تركي أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة ولا تعدو ان تكون مجرد تكهنات خاطئة، وقال المسؤول ان تركيا لا يمكن ان تتورط في اي تآمر أو مؤامرات من هذا النوع ضد دولة مجاورة. وحسب الصحيفة البريطانية فان الهجوم على مفاعل «بوشهر» سيصاحبه هجوم على أهداف اخرى من بينها منشأة نووية في ناتانز ومصنع في آراك ينتج مياها ثقيلة. وتقول الصحيفة ان هذا الهجوم لن يكون السابقة الاولى التي تظهر فيها اسرائيل تصميمها على منع دول المنطقة من انتاج أسلحة نووية في إشارة الى قصف مفاعل تموز النووي العراقي عام 19881. وأشارت الصحيفة الى أن هذه الانباء تأتي بعد ان صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بأن ايران هي أكبر خطر يهدد وجود اسرائيل. لكن اسرائيل تعترف بأن مثل هذا الهجوم سيثير رد فعل قوي في ايران وقد يدفعها الى استهداف شمال اسرائيل بصواريخ تنطلق من جنوب لبنان. سيناريو غير ناجع وقد أعرب محللون وسياسيون عن اعتقادهم في أنه ليس بوسع اسرائيل تكرار ما قامت به عام 1981 بقصفها المفاعل النووي العراقي واتخاذ خطوة أحادية الجانب ضد البرنامج النووي الايراني. وأكد صمويل بار المحلل في معهد البحوث السياسية والاستراتيجية ان هناك مصاعب ترافق اتخاذ اجراء عسكري ضد برنامج ايران النووي شبيهة بالخطوة التي اقدمت عليها اسرائيل ضد العراق عام 1981، وتتمثل العقبة الكبرى حسب بار في ان البرنامج العراقي كان مجمعا في مفاعل نووي واحد في حين ان البرنامج الايراني موزع على عدة مواقع. وأضاف بار انه بالامكان منع ايران من تطوير أسلحتها النووية من خلال عقوبات اقتصادية دولية فعالة لكنه أكد انه بامكان طهران تجنب ذلك من خلال تقديم الانطباع بأن لديها اكثر مما تمتلكه فعليا وان بامكانها حرق كامل اسرائيل بالاسلحة النووية اذا اقتضت الضرورة. واعتبر مسؤولان أمريكيان سابقان أن ضربة عسكرية اسرائيلية محتملة لايران قد لا تحل المشكل النووي الايراني وستضر بالمصالح القومية الامريكية. وقال زبيجنيو بريجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق وروبرت جيتس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية وهما مؤلفا دراسة جديدة عن ايران انه من غير المحتمل ان تكون ضربة مثل هذه فعالة وانها قد تضر بالمصالح الأمريكية.