قال السيد الياس بن عامر مدير مراقبة الجودة وحماية المستهلك بوزارة التجارة والصناعات التقليدية ان برنامج التلفزة الرقمية الأرضية سيؤدي على المدى المتوسط والطويل الى تجديد اسطول أجهزة التلفاز لدى العائلات التونسية ويحل بذلك الجيل الجديد من الأجهزة مكان الجيل القديم الذي لا تتوفر فيه مواصفات استقبال البث التلفزي الرقمي الأرضي. وكان قرار مشترك صادر عن وزراء الصناعة والتجارة والاتصال في موفى السنة المنقضية قد منع بداية من جانفي 2010 توريد وتصنيع أجهزة التلفاز القديمة غير المطابقة لمواصفات البث الرقمي الأرضي ومنع بداية من مارس 2010 ترويج هذه الأجهزة في السوق المحلية. وبالتالي فاننا نرى في أسواقنا بداية من مارس سوى أجهزة تلفاز من الجيل الجديد (بلازما و LCD) المتوفرة بطبعها في أسواقنا منذ بضع سنوات ... علما وأن العمل بالبث الرقمي الأرضي سينطلق في مارس 2010 وسيتواصل بالتوازي معه البث الأرضي التناظري المعمول به حاليا للقنوات الأرضية الى حدود 2013 ليصبح البث الأرضي رقميا فقط .. مخزون للوهلة الأولى، بدا أن القرار المذكور سيسبب مشاكل كبرى لمصنعي أجهزة التلفاز في تونس و للموردين ولباعة التجهيزات المنزلية باعتبار انه توجد لديهم حتما مخزونات من الأجهزة القديمة وسيجدون صعوبة في ترويجها في الأسواق لأن المواطن سيحجم عن شرائها ويولّي وجهته نحو البلازما و LCD حتى يكون مواكبا للتطورات المنتظرة في ما يتعلق بالبث الرقمي الأرضي، وهو ما سيسبب لهم خسائر مادية. وحول هذا الإشكال ذكر السيد الياس بن عامر أن المهنيين في القطاع (مصنعين، موردين، باعة) على علم بهذا التوجه منذ بضعة أشهر اي قبل صدور القرار المذكور أواخر ديسمبر .. اذ وقع تشريكهم في الاعداد لهذا البرنامج على امتداد عدة شهور، وهو ما سمح لهم بقراءة حساباتهم مسبقا والتوقف عن تصنيع وتوريد وتخزين أجهزة التلفاز القديمة بما يجعلهم جاهزين لتطبيق القرار بداية من مارس القادم ب «صفر مخزون» (Stock zéro) من هذه الأجهزة القديمة ويتفادوا بالتالي كل خسارة مالية. مغالطة يتواصل الآن حضور بعض الأنواع من أجهزة التلفاز القديمة في بعض محلات بيع التجهيزات الكهرومنزلية لأن منع الترويج سيكون في مارس. وبالتالي فان بعض المواطنين قد يقعون في الخطإ ويقتنون هذه الأجهزة القديمة دون ان يعلموا أنها غير صالحة لاستقبال البث الرقمي الأرضي، وستصبح في حدود 2013. لا تسمح باستقبال البث الأرضي التناظري (المعمول به حاليا لقنوات تونس 7 وتونس 21 وحنبعل وراي أونو) عندها سيقع ايقاف هذا البث نهائيا وهو ما سيطرح اشكاليات لكثيرين خاصة لمشاهدة المقابلات الرياضية التي يقتصر بثها احيانا على البث الأرضي التناظري وسيصبح في 2013 مقتصرا على البث الأرضي الرقمي .. وعلى المواطن الراغب في اقتناء جهاز تلفزة هذه الأيام ان ينتبه الى هذا الأمر ولا يشتري الا أجهزة الجيل الجديد (بلازما - LCD) علما وأنه حتى بالنسبة لهذين النوعين توجد بعض الأجهزة التي لا تتوفر فيها مواصفات البث الرقمي الأرضي ولا بد بالتالي من التثبت جيدا لدى الباعة. فبعض الباعة سيحاولون التفويت في بقايا مخزون الأجهزة القديمة المتوفر لديهم وقد يعرضون اسعارا مغرية (بعض الأنواع تباع الآن ب 99 د) للايقاع بالشاري.. ديكودير لن يكون أصحاب أجهزة التلفزة القديمة محرومين تماما من استقبال البث الرقمي الأرضي .. اذ يمكن استعمال جهاز ديكودير خاص سيقع توفيره في الأسواق مستقبلا .. ويبلغ سعر هذا الجهاز حاليا في أوروبا حوالي 100 د. لكن السيد الياس بن عامر أفاد ان اسعاره في تونس ستكون أقل بكثير وقد تصل الى 20 د. بسبب وفرة العرض والمنافسة ..