يُقدّم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير اليوم شهادته عن غزو العراق في 2003 امام لجنة التحقيق البريطانية في الحرب وسط غضب شعبي واستياء إعلامي واسع من طوني بلير الذي أصبح في منظور البريطانيين خائنا لثقتهم التي وضعوها فيه وممثلا بارعا. ومن المنتظر ان يُفرض على مركز مؤتمرات الملكة اليزابيت الثانية وسط العاصمة لندن حزام أمني مشدد بعد ان تعهد المحتجون بتشكيل «حزام من الكراهية» يرسل الى طوني بلير مجموعة من رسائل المقت ضدّه. وتؤكد مصادر في الشرطة البريطانية ان الاجراءات الأمنية المشددة لن يتم فرضها لأن بلير شخص مهم ومؤثر في السياسة البريطانية ولكن لحمايته من غضب المحتجين ومن أقارب قتلىالحرب. أجواء عصيبة ورجّح في هذا السياق ريغ كييز والد العريف توم كييز ان تكون الأجواء عصيبة داخل القاعة وخارجها. وقال ريغ ان ابني قضى عندما قتلته الجماهير الغاضبة في البصرة عام 2003، لذلك فأنا أريد أن أعرف من هو المسؤول عن ارسال ولدي الى العراق. وأضاف: «أنا لا أريد الانتقام... فقط أودّ معرفة المسؤول.. من المؤكد ان بلير لا يمكنه ان يأخذ البلد الى الحرب على أساس مزاعم زائفة عن اسلحة الدمار الشامل... هذه الحرب التي ذهب ضحيتها نحو 190 جنديا بريطانيا إضافة الى ألوف من العراقيين. وأردف كييز انه استشاط غضبا بسبب تصريح بلير الأخير الذي اعتبر فيه ان غزو العراق كان سيحدث بغض النظر عما اذا كانت هناك أسلحة دمار شامل أم لا.. ووصف بلير ب «الممثل العظيم» مقرّا بأن كل ذرائعه لن تقنع عائلات القتلى البريطانيين الذين خصص لهم 20 مقعدا في قاعة التحقيق من أصل 60 مقعدا. الخائن بدورها عبرت الصحف البريطانية عن استيائها من قرار طوني بلير الذهاب الى العراق، واصفة رئيس الوزراء البريطاني السابق بالخائن. وعلقت صحيفة ال«غارديان» اليسارية على الجلسة بقولها: «مطلوب... طوني بلير لارتكابه جرائم حرب... اعتقله وخذ مكافأتك». كما رأت جريدة ال«تايمز» ان ظهور بلير في جلسات التحقيق أمر يتماهى بشكل كبير مع جلسات الشنق العامة التي يقيمها المتظاهرون. واعتبرت ان الغضب تجاه بلير يتجاوز قضية العراق انه ناشئ عن احساس أوسع بالخيانة.. فبالنسبة الى كثير من الناخبين فإن حرب العراق رمز لفقدان الثقة بشكل عام. وحوّلت حرب العراق طوني بلير إلى شخصية ممقوتة من طرف البريطانيين ولم يستطع دوره الجديد في الرباعية الدولية التابعة للأمم المتحدة ان يعدّل من قتامة الصورة التي رسخت في أذهان البريطانيين عامة. ويعدّ تجاهل بلير للفضائح القانونية بأن حرب العراق غير مشروعة من القضايا الجوهرية التي تثير انتباه المتابعين للملف العراقي والمسائل الحقوقية.