غزة دمشقالقدسالمحتلة (وكالات): اتهمت حركة «حماس» أمس إسرائيل باغتيال أحد قادتها محمود عبد الرؤوف المبحوح الذي توفي قبل 10 أيام في دبي، في ظروف وملابسات قالت «حماس» إنها «لا تزال تحتاج إلى مزيد من التحقيق» لكنها توعدت في الوقت ذاته بالردّ على هذه العملية وأكدت أن المحتل لن يفلت من العقاب . وتأتي هذه الجريمة قبل أيام من حلول الذكرى الثانية لاغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية، الذي يُتّهم «الموساد» باغتياله. وقالت «حماس» في بيان لها في غزة «إننا في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إذ نحمّل العدو الصهيوني مسؤولية جريمة اغتيال الأخ القائد فإننا نؤكد أن كتائب القسام سوف تردّ على هذه الجريمة الصهيونية في الزمان والمكان المناسبين». وتوعد رئيس المكتب السياسي ل«حماس» خالد مشعل بالثأر للقائد المبحوح. نعي.. وتهديد وأشارت الحركة إلى أن المبحوح (50 عاما) «قضى شهيدا في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة يوم الاربعاء 20 جانفي 2010 في ظروف وملابسات لا تزال تحتاج إلى مزيد من التحقيق بالتعاون مع دولة الامارات العربية المتحدة». وقد أعلن قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان أن القيادي في «حماس» الذي قضى في دبي، دخل الامارات باسم وجواز سفر مختلفتين، ولم تعرف الجهات الأمنية المختصة عن وجوده وإلا كانت قدمت له الحراسة الأمنية اللازمة. وقالت الشرطة إنها تلاحق قتلة المبحوح موضحة أنهم على الأرجح أوروبيون دخلوا البلاد ونفذوا عملية الاغتيال وغادروها في اليوم ذاته. وأكدت أن العصابة التي نفذت الجريمة متمرسة كانت تتبع تحركات المبحوح قبل قدومه إلى الامارات. وأشار بيان «حماس» إلى أن المبحوح كان من مؤسسي كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري ل«حماس» والمسؤول عن أسر الجنديين الاسرائيليين آفي سبورتس وإيلان سعدون في بداية الانتفاضة الأولى، كما أنه «خطّط للعديد من العمليات البطولية الموجهة ضد الاحتلال». وكان الجنديان الاسرائيليان قتلا بعد خطفهما. وأضاف البيان «لقد كان الأخ الشهيد هدفا للاحتلال منذ مشاركته في عملية أسر الجنديين الصهيونيين، وبسبب تاريخه وجهاده ودوره الحيوي والمتواصل في دعم اخوانه في المقاومة داخل الوطن المحتل». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق إن «العدو الصهيوني نفذ جريمة اغتيال الشهيد القائد محمود المبحوح». وأكد الرشق المقيم في دمشق أن «دماء الشهيد لن تذهب هدرا وستكون لعنة على المحتل». وأعلن الرشق أن جثمان المبحوح وصل في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول إلى دمشق، حيث ووري الثرى أمس بعد صلاة الجمعة. وقال مشعل بعد اتمام مراسم الدفن في مخيم اليرموك بدمشق «سنثأر لدماء هذا العملاق الزكية»، وأضاف مخاطبا الصهاينة «لا تفرحوا فرحة عابرة لن تتوقفوا عندها كثيرا لأننا سننتقم لدماء المبحوح». وتابع مشعل «تؤلموننا ولكننا نؤلمكم، هذه حرب مفتوحة، لن تتوقف حتى ترحلوا عن أرضنا، نحن واثقون وجازمون أننا سنهزمكم». وأكدت كتائب «القسام» في بيان لها أمس أن «العدو الصهيوني» لن يفلت من العقاب» بعد هذه الجريمة. وأضاف بيان ل«القسام» أن العدو الصهيوني الغادر يواصل جرائمه وقرصنته ضد كل من يرفع راية الجهاد والمقاومة ومن يحمل قضية فلسطين، ويستبيح في سبيل ذلك كل الأقطار العربية والاسلامية متغطرسا كعادته، ومنتهكا لكرامة وسيادة هذه البلاد». مزاعم صهيونية وزعمت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن المبحوح كان أحد القادة المركزيين في تهريب الأسلحة من إيران إلى حركة «حماس» في غزة. وأضافت المصادر ذاتها أن اغتيال المبحوح لا يهدف فقط إلى التشويش على تهريب الأسلحة إلى غزة، بل هو رسالة ترسلها إسرائيل لنشطاء «حماس» الذين يأسرون الجندي جلعاد شاليط وعلى رأسهم الجعبري، القائد الحالي لكتائب القسّام. وكان شقيق المبحوح أكد أن شقيقه قتل بواسطة صعقة كهربائية من قبل شخصين، مؤكدا أن نتائج التحقيقات الأولية تؤكد تورط إسرائيل في اغتياله. وقال فائق المبحوح (40 عاما) وهو من سكان مخيم جباليا، إن «النتائج الأولية للتحقيقات في اغتيال شقيقي محمود أثبتت أنه اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية ثم جرى خنقه بقطعة قماش». وأكد أن شخصين على الأغلب قاما بالاغتيال وفقا للمعلومات التي أبلغنا بها».