القاهرة «الشروق» من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب فتح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين أوّل أمس الجمعة 28 جانفي أبوابه للجمهور بعد أن افتتحه الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم الخميس 27 جانفي وتشارك في الدورة الثانية والأربعين للمعرض التي تتواصل الى يوم 13فيفري 16 دولة عربية و15 دولة أجنبية منها دول تشارك للمرّة الأولى مثل الدانمارك وكازاخستان وبولندا الى جانب روسيا وهي ضيف شرف الدورة. عدد النّاشرين في المعرض يصل حسب الإحصائيات الرسمية الى 800 ناشر بزيادة 32 ناشرا على الدورة الماضية وسينتظم على هامش المعرض مؤتمرا للناشرين العرب الى جانب النشاط الثقافي الموازي الذي يحتضنه المقهى الثقافي وأجنحة دور النشر واتحاد الناشرين ويجمع برنامج المقهى الثقافي ما بين الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية ولقاءات الحوار . الحضور التونسي الحضور التونسي في المعرض تمثّل في الجناح الرسمي لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث وهو جناح شرفي غير مخصّص للبيع على غرار كل الدول المشاركة التي تعرض في القاعة المخصّصة للعرض فقط وقد استقطب هذا الجناح اهتمام روّاد المعرض الذين كان أغلبهم يبحث عن وثائق عن شاعر إرادة الحياة أبي القاسم الشابي وعن القيروان بمناسبة اختيارها عاصمة ثقافية اقليمية الى جانب إصدارات المؤسسات المرجعية التونسية مثل المركز الوطني للنرجمة ومؤسسة بيت الحكمة وبيت الشعر وقد تضمّن الجناح الرّسمي للجمهورية التونسية مجموعة كبيرة من نفائس المنشورات التونسية في التحقيق والترجمة والإبداع الشعري والروائي ومثّلت المنشورات التونسية مفاجأة حقيقية للزائرين في مستوى أناقة الطباعة والإخراج وهو ما يعكس تطوّر صناعة الكتاب في تونس كما وفّرت الوزارة في جناحها الخاص مجموعة من المطبوعات التي تعرّف ببعض المؤسسات التونسية وبعض ما أنجز في تونس مثل المطبوعة الخاصة ببيت الشعر ومكتبة الشابي التي افتتحها السيّد عبدالرؤوف الباسطي مؤخّرا . الجناح الرّسمي سجّل حضور الدكتور محمد محجوب مدير المركز الوطني للترجمة والسيّدة راضية الكعبي مديرة إدارة الآداب والسيّدة فائزة محجوب من المركز الوطني للترجمة . النّاشرون ...وغياب الكتّاب تونس كانت أيضا حاضرة من خلال مجموعة من النّاشرين التونسيين الذين يشاركون في المعرض وفي مؤتمر اتحاد النّاشرين وقد وفّر اتحاد النّاشرين التونسيين جناحا مشتركا ضمّ حوالي 15 دار نشر تونسية وكان هذا الجناح بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي تحرص على حضور الكتاب التونسي في المناسبات العربية والدولية . وإذا كان الحضور التونسي لافتا للانتباه في المستوى الرّسمي والتجاري فقد كان غائبا على المستوى الثقافي والإبداعي فلا وجود لأي مشارك تونسي لا في الرواية ولا في الشعر ولا في النقد ولا في البحث الجامعي وتمّ إلغاء الأمسية الشعرية التونسية التي كانت ستنظّم في إطار التعاون الرّسمي في المجال الثقافي بين تونس ومصر ويطرح غياب الكتّاب التونسيين سؤالا كبيرا ليس على المنظّمين فقط بل على الكتّاب التونسيين أوّلا الذين غابوا عن هذا المهرجان الثقافي الكبير رغم كل الحفاوة التي يغمرون بها الكتّاب المشارقة حتّى وإن كانوا من متوسطي الموهبة .!