استولى عامل بمصاغة وسط العاصمة، على مصوغ من محل مؤجره قدّرت قيمته بأكثر من 10 ملايين وذلك بهدف الابحار خلسة الى بلد أوروبي مجاور، ذلك ما جاء في تصريحات شاب، بعد إلقاء القبض عليه يوم أول أمس، وتتواصل التحقيقات معه، في انتظار إحالته على أنظار القضاء. وتفيد محاضر باحث البداية، أن شابا في منتصف العقد الثالث من عمره ويقطن بأحد الاحياء غرب العاصمة، يعمل «صانعا» لدى صائغي وسط العاصمة، انتدبه للعمل لديه منذ أكثر من خمسة أعوام، كان خلالها مثالا للاستقامة والامانة والتفاني في عمله. حيث أصبح بحوزته نسخة من مفاتيح المحل ويتمتع بقدرة كبيرة على جلب وإقناع الحرفاء، مما جعل مؤجره يغدق عليه كثيرا بمناسبة وبغيرها. ويؤكد صاحب المحل، أنه أضحى يعتبر الشاب بمثابة ابن من أبنائه، ويستضيفه بمنزله حيث يمكث ساعات مع باقي أفراد عائلته. وعن الواقعة، أفاد المؤجر، أنه قبل أكثر من أسبوع، ألمّت به أوجاع على مستوى بطنه في حدود الساعة الرابعة ظهرا، فاضطر الى مغادرة المصاغة، وترك أجيره بمفرده. ومن الغد، توجّه الىمحله في حدود الحادية عشرة صباحا، خاصة وأن أحد أجواره اتصل به، للاطمئنان عليه، بعدما أفاده بأن محله لايزال مغلقا. فاتصل الصائغي بدوره بأجيره، لاستفساره عن سبب عدم قدومه، فوجد هاتفه مغلقا. وعندما فتح الشاكي مصاغته، فوجئ بفقدان كميات هامة من المصوغ، قدّرت قيمتها بحوالي 10 ملايين من مليماتنا، وصدم من هول المفاجأة، خاصة وأنه لا وجود لأي خلع بأبواب المحل، فأعاد الاتصال بأجيره لكنه كالعادة وجد هاتفه مغلقا. فتوجه الى منزل عائلته، فأفادوه بأنه غادر في الصباح الباكر كعادته ولم يلاحظوا عليه أي سلوك غير عادي. عندها تيقّن الشاكي، بأن أجيره، هو الذي استولى على مصوغه، فأبلغ أعوان الامن بما تعرض اليه، ووجّه اتهامه مباشرة الى الشاب. فصدر في حقه منشور تفتيش، وتمكن أعوان احدى الفرق الامنية المختصة من ضبطه بعد يومين بجهة قليبية، وإلقاء القبض عليه هناك. اعترف الشاب بتورطه في سرقة كمية هامة من المصوغ من مصاغة مؤجره، وأنه فكر في الأمر منذ أكثر من شهر من تنفيذ ما خطط له، واتفق مع صائغين من جهة منوبة ليقتنيا منه المسروق، وفوّت لهما فيه، مقابل 6000 دينار، سلّم مبلغ 4 ملايين الى وسيط في «الحرقان» ليمكّنه من الابحار خلسة الى بلد أوروبي مجاور، حيث أشار عليه بالمكوث أياما قليلة بجهة قليبية، في انتظار إشارته عليه بإعداد نفسه استعدادا لعملية الابحار. لكن أعوان الامن تمكنوا من إلقاء القبض عليه داخل مقهى هناك. واسترجع المؤجر جزءا هاما من مصوغه، بعد إيقاف الصائغين اللذين اقتنياه. وتتواصل التحقيقات في ملف القضية، في انتظار إحالته على أنظار القضاء.