رغم أن «الرأس التونسي» بصفة عامة مسكون بالكرة... إلا أن الواقع يفرض علينا أن نحيد في بعض الاحيان عن الصراط غير المستقيم ونتذكر بعض الرياضات المنسية أو المغضوب عليها والتي في قلبها «غصّة» خاصة تلك التي اعتادت أن تهدينا أبطالا من رحم أوجاعها مثلما هو حال الملاكمة التي ما انفكت تفرض نفسها ب «البونية» رغم أن رحاها على المستوى الوطني تحدث جعجعة ولا تقدم طحينا... فيصل ابن العرامي، ملاكم تونسي اكتشفته «الشروق» منذ مدة وكان على مشارف الانهيار النفساني لشدة العقبات التي اعترضته لمجرد أن طالب بمجرد الاستماع اليه والنظر في رغبته بل أمنيته التي يعيش بها ولها... وهو الناشط في فرنسا وصاحب «دورة فرنسا 2007»... وأيضا كأس فرنسا لكن تخبّطه بين أبواب المسؤولين كاد يسقطه بالضربة القاضية لولا اهتدائه الى السيد حسين (سمير) الحويشي رئيس الاتحاد الافريقي للملاكمة المحترفة الذي وجد فيه التونسي الاصيل المدافع عن حقه في تنظيم بطولة افريقية لوزن الثقيل الخفيف وكان له ما أراد منذ شهرين تقريبا أمام ملاكم زمبي في زمبيا بالذات وأمام آلاف مؤلفة من الجماهير عندما أنهى المباراة بإيقاف الحكم... لا لليأس فيصل لم ييأس وتشبث بحلم إقامة بطولة افريقيا أمام الجمهور التونسي ونسي أو تناسى كل المسؤولين الذين اعتبروه «صغيرا» على هذا الموعد... فعاد الى تونس ليطرق كل الابواب مرة أخرى... فهل من مجيب خاصة أن «القانون» يفرض عليه أن يدافع عن لقبه في مدة لا تتجاوز شهر مارس القادم... وبالتالي من المنطقي أن ندعم أحلامه وحظوظه في تحقيق هذه الامنية لأن البطولة ستكون في نهاية الامر باسم تونس... ثم إننا نبحث عن طرق عملية لإيقاف نزيف «الحرقان» الذي تفشى في الاوساط الرياضية... فكيف لنا أن نتصرّف مع هذا البطل الذي «حرق» في الاتجاه المعاكس وفضّل تونس على كل العالم؟... في ضيافة «الشروق» فيصل جاءنا أمس ضيفا مبجّلا صحبة كامل أفراد عائلته من الأم زبيدة الى الأب العبيدي الى الاختين شهرزاد وسعاد الى صهره عمر وطبعا صحبة الدكتور عبد العزيز النفاتي الذي كان أول من آمن بإمكاناته ومافتئ يدعمه بلا هوادة ليحقق حلمه على أرض تونس.