«صورة المرأة في مسلسلاتنا التونسية» منبر حوار نظمته رابطة المرأة والثقافة التابعة للنيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة بحضور المخرجة سلمى بكار والممثلات وحيدة الدريدي ومنيرة الزكراوي وريم البنا وسط حضور مكثف لمثقفي الجهة. بعد الكلمة الترحيبية للسيدة روضة كعنيش رئيس النيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة تمّ وضع الأمسية في إطارها وسبب اختيار الموضوع بعد أن شدّت عديد المسلسلات التونسية المتفرج التونسي وخاصة خلال فترة شهر رمضان المعظم وهو موسم المسلسلات التونسية وتميزها في السنوات الأخيرة بجرأة الطرح وتناولها بعضا من المواضيع المسكوت عنها وكانت المرأة في كل هذه الأعمال حاضرة بكثافة بصور مختلفة. سلمى بكار المخرجة والمنتجة السينمائية انطلقت في حديثها عن الموضوع من قناعة أساسها أن العمل الفني عمل خيالي لا يمكن أن يعطي صورة أو نموذجا للمرأة التونسية وإنما هو صورة المرأة كما يرغب المخرج أن يظهرها فنيا لذلك فلا يمكن نمذجة الأشخاص وإعطاء صورة واحدة عن المرأة التونسية وذلك يعود الى طبيعة البشر المركبة والمتنوعة وهو ما يجعل المخرج في عديد الأحيان يقع في صدام مع المتلقي عموما والناقد خصوصا إذا كانت الشخصية صادمة لقيم ما أو لقناعات معينة وهنا على المشاهد كما تذهب الى ذلك سلمى بكار أن يكون مهيّأ لرؤية صور مغايرة لما يعتقده أو يؤمن به فالشخصيات المبنية أو النمطية تبعدنا عن الواقع ولا تجعلنا نتناول الانسان على طبيعته المركبة والمتناقضة. كانت الممثلة الشابة ريم البنا الى جانب سلمى بكار تلتصق بها التصاق الباحث عن الأمن من نظرات تعتقدها ناقدة لدورها في فيلم «الدواحة» لذلك لم تفوت المنتجة السينمائية الفرصة دون أن تنبري لسان دفاع عن زميلتها معتبرة الشريط عملا فنيا يناقش قضية العراء والجسد وأن التمثيل مهنة لها حرفيتها وطقوسها وكل ممثل يتحمل مسؤولية اختياراته مادام مقتنعا بها وأكدت حرفيا «أدافع عن زميلتي رغم أن شريط «الدواحة» لم يعجبني لأسباب أخرى غير مسألة العراء. الممثلة وحيدة الدريدي عادت بالحاضرين الى تاريخ أول ظهور للمرأة كممثلة وكأن الحاضرين ينتظرون منها درسا من دروس تاريخ فن المسرح معرجة على قضية العراء التي حولوها الى محور منبر الحوار متسائلة لم يقبل المجتمع المرأة كمعلمة ويرفضها راقصة؟ وهي مقارنة في الحقيقة مردودة على صاحبتها بين كيان يبني جيلا بعد جيل وجسد يهدّ قيمة بعد أخرى. فكرة الدفاع عن الجسد العاري استحوذت على كلام الممثلة وحيدة الدريدي معتبرة إياه جانبا من جوانب الابداع الفني! وعلى المشاهد أن يتقبله بقطع النظر عن الاختلاف معه وبدت في ردودها مع المثقفين فاقدة لكل أسلوب حواري يقبل الاختلاف وأجابت بتهكم كل من انتقدها أو اختلف معها وسنذكر مثالين ذكرا لا حصرا فقد تكلم المخرج المسرحي رياض الحاج طيب عن الكتابة والسيناريو فأجابت «توة نعشعشوهم» وتحدث الكاتب مراد العمدوني عن الجهل ببعض أساليب الكتابة وعن أن تكون تعرية الجسد وفق رؤية جمالية فنية لا تتعارض مع «الذائقة» الجمعية فأجابت بأن هذه الكلمة وتعني به «الذائقة» لم تسمعها منذ تخرجها من الكلية! وهنا نقول الذنب ذنبك وكلامك حجة عليك انك لا تقرئين فالكلمة نكاد نجزم بوجودها في كل موضوع يتعلق بعمل فني سواء كان تشكيليا أو مسرحيا أو سينمائيا فراجعي، سيّدتي، أسلوب حوارك مع الآخر، واستري جهلك بصمتك فالسكوت في أحايين كثيرة من الذهب الخالص.