أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ان لبنان سيكون موحدا في وجه اي اعتداء تحضّر له اسرائيل على عكس ما يتوقع الصهاينة. وقال انه يخشى غدرا عسكريا اسرائيليا لافتا الى ان طائرات الاحتلال تخترق المجال الجوّي اللبناني بشكل يومي وهو ما يخلق وضعا صعبا للغاية. وعشية إحياء الذكري الخامسة لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، قال سعد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي.سي» نشرت أمس: نسمع الكثير من التهديدات الاسرائيلية يوما بعد يوم وليس التهديدات فحسب، بل نرى ما يحدث على الأرض وفي مجالنا الجوي وما يحدث طول الوقت خلال الشهرين الماضيين، في كل يوم تدخل طائرات حربية إسرائيلية المجال الجوي اللبناني. تحذير وتأكيد وأضاف الحريري «هذا الامر آخذ في التصاعد وهو خطير حقا». ونقلت «بي.بي.سي» عن الحريري قوله إنه يخشى أن تقدم إسرائيل على شن عدوان عسكري غادر على لبنان. وأكد الحريري أن لبنان متحد وأن الحكومة ستقف الى جانب «حزب الله». وتابع رئيس الوزراء اللبناني قوله: أعتقد انهم يراهنون على أنه قد يكون هناك نوع من الانقسام في لبنان لو شنت حرب ضدنا ولكن لن يكون هناك انقسام في لبنان سنقف ضد اسرائيل، سنقف مع شعبنا». واعتبر الحريري ان التوتّر يزداد في المنطقة متهما اسرائيل «بارتكاب خطأ كبير بتهديدها لأمن لبنان وسوريا». وقد صعّدت اسرائيل الاسبوع الماضي من لهجتها حيال دمشق التي ردّت بدورها بتوجيه اتهام الى الصهاينة بمحاولة دفع المنطقة الى حرب شاملة. مصالحات كبيرة وأشار رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن هناك تطورا كبيرا في العلاقات العربية العربية وان هناك مصالحات كبيرة تحصل، «يجب على لبنان ان يكون جزءا منها» ، مشددا على أنه يجب النظر بعين الواقعية الى التغيرات الاقليمية والتهديدات الاسرائيلية. وحول العلاقات مع سوريا، قال الحريري إن هناك تواصلا مستمرا مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار فتح صفحة جديدة بين البلدين، بدأت مع الزيارة التي قام بها الحريري نفسه لسوريا قبل نحو شهرين، مشيرا الى ان المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري «تقع خارج اطار التداول السياسي». واعتبر الحريري أن التنسيق بين بيروتودمشق «ضروري للغاية»، تماما كما يجري التنسيق مع الرئيس المصري حسني مبارك او العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في هذا المجال، وخاصة، «لمواجهة التعنت الاسرائيلي حيال عملية السلام في الشرق الاوسط»، حسب قوله. وتابع رئيس الحكومة اللبنانية ان الصفحة الجديدة التي فتحت بين سوريا ولبنان انما هي «بين دولتين تحترم كل منهما الاخرى»، وفي ما يتعلق بسوريا ، فقد فتح لبنان صفحة جديدة ويجب من الآن فصاعدا استمرار التنسيق لضمان مصلحة الدولتين والشعبين. وقال الحريري انه من الممكن أن يزور سوريا مجددا لمناقشة اتفاقات، وخاصة في مجال تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتأمين مصلحة كل منهما. وفي ما يتعلق باتهاماته السابقة لسوريا بالضلوع في اغتيال والده وشهادته في هذا السياق امام المحكمة الدولية، أشار الحريري الى أنه لم يتطرق الى ذلك مع الرئيس السوري لاعتباره ان المحكمة الدولية «تقع خارج التداول السياسي». وأضاف الحريري ان الهدف من المحكمة «ليس الانتقام بل تحقيق العدالة»، فالمحكمة الدولية تقوم،حسب الحريري، بعمل كبير وستنتهي الى إظهار من اغتال رفيق الحريري وغيره من قادة «ثورة الأرز». وختم رئيس الوزراء اللبناني حديثه في هذا السياق بالقول: «فمهما كانت نتيجة التحقيق، سنقبل به».