انهض أيها العاشق... انهض فاليوم 14 فيفري 2010 انهض إنه عيد الحب!! لا تفكر في ديونك.. أزمة وتنفرج.. الحب دواء للضغط النفسي... الحب دواء للمرض.. اليوم عيد (الحبّ).. انهض باكرا أيها «الحمّاص».. وأنت يا بائع الهدايا.. انهض يا فنان... غنّ للحب في عيده فالنزل تناديك، ونانسي في القبة تنشد للعشاق نغمات الحب القديمة والجديدة. انهض أيها الممثل فالشعري يقول: «من احتفل بعيد الحب الدخيل له أجران ومن لم يحتفل به وهو يحب له أجر واحد..» والرايس، يشعل في شباك من منزله شمعة لزوجته ومن كل بستان سيقطف وردة لأم أولاده... انهض أيها الرجل واسمع زوجتك عذب الكلام فأنت لا تتذكر قولا معسولا إلا في عيد الحب هذا... هذا الحب الذي قال عنه ابن حزم «أوله هزل وآخره جد.. هذا العيد العائد للمرة الخامسة على التوالي ببلادنا ف«بأية حال عدت يا عيد» على حد تعبير المتنبي... «عيد الحب» قديم في أوروبا، ونحن في بلادنا أخذنا الفكرة وهي فكرة وعادة جيدة» تقول الفنانة «نوال غشام» لكن نوال تضيف: «هي عادة جيدة إذا تركناها على طبيعتها ولم نكلفها ماديا». صاحبة «غوالي» ترى أن عيد الحب مناسبة لصفاء القلوب على بعضها البعض وأن المعنى الصحيح لعيد الحب كما هو في الغرب حب الحبيب لحبيبته أو حب الزوج لزوجته والعكس صحيح. ورود وعطر وحتى عندما لا يصرّح الزوجان بحبهما لبعضهما خلال أيام السنة بحكم الضغط النفسي والعلم وضيق الوقت وبعض المشاكل فإنهما يتبادلان الحب وعباراته يوم عيده»... هكذا أضافت نوال غشام التي تعلم مسبقا أن زوجها سيهديها باقة ورود وهدية أخرى لا تعرفها على حد تعبيرها لكنها صرّحت بكونها ستقدم إلى زوجها باقة ورود لأنه يحب الورد وهدية أخرى ستكون عطرا ثمينا لأن زوجها مولع جدا بالعطور. «احترت آش نهديلك» وعلى عكس الفنانة نوال غشام فإن الممثل زهير الرايس بصدد جس نبض زوجته فيما يخص الهدية التي تريد.. الرايس حائر من الهدية ويبدو أنه سيغني لزوجته أغنية بلبل الخضراء للفنان الراحل علي الرياحي: «احترت آش نهديلك يا حلوة يوم العيد قرب»... مخرج مسرحية «على وحدة ونص» يعتبر أن عيد الحب فكرة جميلة تساهم في تأجيج مشاعر الحب في حالة برودها، ويضيف في هذا الإطار: «هذا العيد يجدد المشاعر، ويجعل المحب يوم العيد يقول «قف» لعديد الأشياء كالحقد والمشاكل وغيرها إن الحب موجود في هذه الدنيا وأضاف بكونه يتمنى لو كان ثمة يوم حب كل أسبوع أو حتى مرة في السهر. الرايس يشعر «زهير الرايس» يرى أن الحب يعني السلام فيذهب إلى أن من يفكر في الحرب يوم عيد الحب أن يتراجع حبا في بني آدم (عصر أفلاطون ولّى يا سي زهير)، وذكر أنه سيحتفل بعيد الحب مع أسرته على طريقته. طريقة يمكن وصفها بالشاعرية حيث يقول صاحبها: «سأحتفل به على طريقة محمد عبد الوهاب، في كل شباك من شبابيك منزلي سأضع شمعة منورة ومن كل بستان سأقطف لها وردة». وردة للزوجة وشكلاطة لكنزة الورد حاضر بكثافة في عيد الحب هذا، فالمطرب الشاب «أنيس الخماسي» بغضّ النظر على كونه لا يهتم بعيد الحب ويعتبره عيدا دخيلا على مجتمعنا فهو يعتبر أن أيام التونسيين كلها حب، والحب لا يشمل فقط الزوجة وإنما الأسرة والأصدقاء... لذلك وتماشيا مع العصر يقول الخماسي إنه سيهدي وردة إلى زوجته الحبيبة وشكلاطة إلى ابنته «كنزة» الخماسي. فرصة عمل للفنان.. الفنان أنيس الخماسي يذهب إلى أبعد من هذه المعاني فيما يخص عيد الحب، حين يقول إن هذا العيد فرصة عمل للفنانين، فالنزل تنظم حفلات وتفتح أبواب الرزق أمام الفنان، وهذا إيجابي على حد تعبيره وتجدر الإشارة إلى أن أنيس الخماسي سيحيي حفلا ساهرا بمدينة طبرقة ويستغل الفرصة للفسحة صحبة زوجته بهذه المدينة الجميلة هناك يقيم لمدة قصيرة بأحد النزل ويتمتع بالمناظر الخلابة العديدة في طبرقة رغم أن الفصل شتاء... الجبالي يرفض العيد... وخلافا لزميله، فإن الفنان «محمد الجبالي» يرفض الاعتراف بعيد الحب ويعتبره عيدا دخيلا، بل ويضيف: «أنا أرفض أن نتذكر بعضنا بمناسبة.. فالحب دائما موجود ولا يرتبط بمناسبة، وزوجتي أهديها هدايا في أي مناسبة ومن دون مناسبات إلا في عيد الحب. لكن رغم موقفه تجاه عيد الحب فإن الجبالي لا ينكر أن هذه المناسبة تمثل فرصة عمل أو مورد رزق بالنسبة للفنان إلا أنه يفصل بين المهنة والموقف... مناسبة تخصّ الرجال!! ولئن اختلفت المواقف من عيد الحب، فإن ما جاء في موقف الممثلة كوثر الباردي يبدو طريفا، حيث تقول إن عيد الحب عادة جميلة فيها يتذكر الناس بعضهم البعض وتضيف في ذات السياق مازحة: «عيد الحب هذا جعل أو خصص للرجال لأنه تنقصهم العبارات اللطيفة والكلام المعسول في التعبير عن حبهم. الهدية Bébé وعن شأنها الشخصي في عيد الحب، تقول كوثر الباردي: «أنا وزوجي الفنان عادل يونس، أيامنا كلها حب، وماذا سيهديني في هذا العيد وهو الذي أهداني روحه؟!». ثم تضيف قائلة: في عيد الحب هذا أهدينا لبعضنا (هي وزوجها) هدية واحدة هي الأروع في هذا الكون وهي المولودة التي نحن بانتظارها (Bébé)». السبوعي ليس في حاجة إلى عيد الحب.. الممثل «سفيان العشري» أو «السبوعي» كما يحلو للجمهور مناداته له موقف خاص تجاه عيد الحب، حيث يذهب إلى كونه وعائلته ليسوا في حاجة إلى عيد حب، لأن الحب يومي كما جاء على لسانه في عائلته مشيرا في ذات الصدد إلى أنهم (هو وعائلته) يحبون كل الناس ويحبون أكثر من يحبهم، وأن الحياة كلها مبنية على الحب واعتبر أن الحب موجود بطبيعته وإلا لا معنى لهذه الحياة أصلا.. عيد تجاري... وفي حديثه عن عيد الحب ذكر سبوعي «شوفلي حل» أن هذا العيد تقبلناه لأسباب تجارية تساهم في دوران الدورة الاقتصادية خاصة لبائعي الهدايا و«الحماصة» و«من اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد ولم يصب له أجر واحد» والكلام لسفيان الشعري الذي أكد أنه يهدي لزوجته ما يجلب نظره دون مناسبة ما، وهو الذي اشترى لشقيقة المدرب فوزي البنزرتي (زوجته) ساعة ثمينة منذ أيام قليلة أهداها إياها بمناسبة عيد ميلادها. إذن اختلفت الأراء لدى أهل الفن عموما، وتوضحت أغراض عيد الحب هذا لدى البعض، لكن ما نأسف له هو أن قيم الحب التي ظهرت عند العرب أحدث لها عيد عند الغرب، فأصبحنا نتبعهم حتى في أصولنا وقيمنا.. تبّا للحب في هذا الزمن المعولم الذي انقلبت فيه حقيقة القيم.. أحببنا أم كرهنا!