أقيمت مؤخرا بقصر هلال أربعينية الفقيد المناضل والمقاوم محمد حفصة. وشخصيا كنت قد تعرفت من بعيد على الفقيد بقفصة وهو ضابط مسؤول أول عن الحرس الوطني بجهتي قفصة ونفزاوة وكان يزورنا باستمرار بنادي الكشافة باعتباره من قدماء الحركة الكشفية ثم تمتنت العلاقة يوم 5 جويلية 1981 وهو الكاتب العام للجنة تنسيق بتونس الجنوبية عندما طلبت منه الاشراف على حفل افتتاح المخيم الوطني لقسم الكشافة ببرج السدرية بصفتي قائدا للمخيم المذكور. ومن هناك تواصلت العلاقة ودعاني صحبة يوسف الزريقة وعمر بن حامد وعبد الحميد كاهية لضيافته في نفس السنة المذكورة بمهرجان دوز الدولي حين كان واليا على جهة قبلي. وعن نفسه وبرغبة مني حدثني كثيرا عن حياته بعد أن أحيل على التقاعد سنة 1987 أين كنا نلتقي باستمرار بمقهى محمود بالحاج صالح (أصيل مكنين) بقرطاج درمش... وكان يجالسنا أحيانا يوسف الزكية ومحمد بن حميدةوعبد الله الزواغي... وغيرهم. الولادة والنشأة والتعليم والكفاح: ولد الفقيد بمدينة قصر هلال موطن ولادة الحزب الجديد يوم 12 مارس 1932 وزاول دراسته بالمدرسة القرآنية ثم الفرع الزيتوني. وفي صفوف الكشافة التي انتمى إليها منذ الطفولة تعلم الاستعداد وتلبية النداء الصادق ومعنى البذل والعطاء وروح التضحية وبخطةوطنية أعدتها الكشافة له ولأمثاله أهل واعد صحبةثلة من رفاقه ومنهم عبد الله الصانع للنضال الوطني وكان طريق التعليمات الكشفية والتحريض من شعبة المكان. يقوم صحبة رفاقه بكل حماس واقتناع وشجاعة وتضحية بما يسند اليه للقيام به من تشويش وتخريب والتظاهر وتوزيع المناشير حتى ألقي عليه القبض سنة 1952 من طرف السلطة الاستعمارية وأبعد الى محتشد زعرور ثم بالسجن العسكري بتبرسق. وفي الشهر الاخير من السنة المذكورة أطلق سراحه مع بقية المساجين... ليواصل من جديد دراسته بالفرع الزيتوني بمكنين تقربا منه لموقع التعليمات النضالية وكلف هناك بالمسؤولية الاولى لمجموعة التخريب بكامل مناطق الساحل والوسط وكان يساعده في المسؤولية الشهيد «عامر الجلاصي» الذي اعدم صحبة مجموعة من المناضلين بساحة السيجومي. وإثر قيامه يوم 22 أفريل 1953 بعملية تخريبية كبرى بسوق المكنين للمشاركة في خطة اسقاط خطة المقيم «فوازار» حول الانتخابات البلدية اكتشف أمرهم... فالتحق مباشرة بالثورة المسلحة مع مجموعة قصر هلال. وفي سنة 1954 حكم عليه غيابيا بالاعدام صحبة عدد من رفاقه ومنهم المرحوم عبد العزيز شوشان (القلعة الكبرى). وتنفيذا للتعليمات انتقل أوائل شهر ماي الى جهة جلاص صحبة مجموعة من الثوار لتكوين عصابة جلاص بقيادة القائد العجيمي