لقي عشرات الاشخاص مصرعهم وجرح آخرون إثر الامطار الغزيرة والسيول التي أغرقت العاصمة المحلية لجزيرة ماديرا السياحية البرتغالية. وقد جرفت الفيضانات وانزلاقات التربة جسورا عدة وسدّت الطرق بالصخور والطين وقطعت أجزاء كبيرة من الجزيرة عن العالم الخارجي. وظهرت مشاهد الخراب بعد توقّف هطول الامطار، خصوصا في فونشال التي يقيم فيها 100 ألف نسمة وشهدت انزلاقات للتربة وأمام هذا الوضع المأساوي بدأ السكان أمس برفع السيارات والجسور المدمرة وأسقف المباني التي اقتلعتها الرياح. وقد وصلت الاوحال في بعض المنازل في وسط المدينة الى الطابق الاول. فيما أدت الانقاض والنفايات الى قطع الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالمطار. وقال فرانسيسكو راموس الأمين المحلي للشؤون الاجتماعية: «سنواصل البحث عن جثث، وإننا ننتظر فرق الاغاثة لمواصلة العمل ميدانيا». وأرسلت لشبونة معدات على متن فرقاطة عسكرية تنقل مروحيات وفريقا طبيا ومعدات إغاثة، كما أعلن وزير الداخلية ريو بيريرا أنه سيتم إرسال أطباء شرعيين للاستعانة بهم لتحديد هويات الضحايا حتى تتمكن أسرهم من دفنهم. وأعلن أن السلطات تعتزم نقل معدات إضافية خصوصا جسورا عسكرية لاصلاح شبكة الاتصالات والوصول الى المناطق النائية. وقد تعذر الوصول الى بلدة كورال داس فريراس وبقي سكانها الاربعة آلاف معزولين عن العالم ليومين بسبب انقطاع خطوط الهاتف. ومن جانبها أعلنت الحكومة حدادا لمدة ثلاثة أيام وعقدت اجتماعا استثنائيا لمجلس الوزراء أمس لبحث أكبر خسائر بشرية في البرتغال منذ انهيار جسر نهر دورو عام 2001 ما أدى الى مقتل 59 شخصا. ووصف رئيس بلدية فونشال المشهد الذي خلفته الامطار في المدينة بأنه شبيه ل«جحيم دانتي» مؤكدا أن عدد الضحايا سيرتفع إثر الكشف عن المنازل التي غمرتها الاوحال. وكان آخر إحصاء أكد مقتل 42 شخصا وإصابة 120 آخرين.