اهتزت الساحة الطلابية بصفاقس زوال يوم أمس الثلاثاء على خبر وفاة طالبة جامعية على إثر سقوطها أو ارتمائها من الطابق الرابع من مبيت الياسمين الواقع بطريق المطار. الطالبة مرسمة بكلية الآداب بصفاقس وتدرس بالسنة الأولى عربية وهي أصيلة معتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، و يتردد بين أوساط الطلبة انها مجتهدة و متألقة في حياتها الدراسية علاوة على أن ظروفها الاجتماعية أقل ما يقال عنها انها محترمة. وتؤكد البعض من زميلاتها ل«الشروق» أن الطالبة المتوفاة لا تعاني لا من مشاكل نفسية ولا مادية ولا غيرها، فوالدها يشتغل خارج حدود الوطن مما يعني أن ظروفها المادية محترمة وهي تستعد للزواج خلال الصائفة المقبلة على أرجح الأقوال. مجموع هذه المعطيات الإيجابية جعلت وفاة الطالبة في مثل هذه الظروف يطرح أكثر من سؤال فهل انتحرت الطالبة أم أنها سقطت من الطابق الرابع من المبيت وتحديدا من الشرفة الواقعة بالمطبخ الجماعي لطالبات مبيت الياسمين على إثر توعك صحي أو إغماء أو غيره؟ كل هذه الأسئلة طرحها زملاؤها من الطلبة الذين هزهم الخبر و لم يصدقوا حقيقته المرة التي أتت على حياة طالبة في العشرين من عمرها و معروفة في أوساط الجامعة و المبيت برفعة أخلاقها و جديتها في الدراسة... «الشروق» تحولت زوال يوم أمس الثلاثاء على عين المكان لحظة بلوغها الخبر و قد لاحظت توافد عدد كبير من الطلبة و الطالبات على المبيت الجامعي «الياسمين» التابع لديوان الخدمات الجامعية للجنوب الذي تستغرب إدارته الحادثة الأليمة و لا تجد تفسيرا منطقيا للواقعة و لا تستبعد بالتالي احتمال انتحارها لكنها في المقابل تستبعد إمكانية سقوطها باعتبار أن الشرفة عالية وتحمي الطالبات من السقوط. إمكانية سقوطها أو انتحارها هي من الاحتمالات التي يضعها في الاعتبار أعوان الشرطة العدلية الجنوبية الذين انطلقوا يوم أمس في تحرياتهم بعد رفع الجثة لقسم الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي بإذن من ممثل النيابة العمومية بصفاقس الذي أشرف على المعاينات الأولية.