من بلاط الجامعة الى «بلا توات» التصوير، جذبتها أضواء الفن من دراسة القانون الى عالم التمثيل الذي خطّت فيه على قصر تجربتها مسيرة هامة تراوحت بين الفن الرابع من خلال عملين مع توفيق الجبالي والشاذلي العرفاوي مرورا بالشاشة الصغيرة التي دخلتها من الباب الكبير بمسلسل «حسابات وعقابات» ف «شرع الحب» ثم «مكتوب»، ومرّت أيضا بالفن السابع من خلال حضور بفيلم مع مفيدة التلاتلي: «سينيشتا» مع ابراهيم اللطيف اضافة الى أشرطة قصيرة وصولا الى التجربة الدرامية والسينمائية والمصرية التي انطلقت بفيلم «الأولى في الغرام»، «فوضى»، «كلاشينكوف»، «الحب كده» «خاص جدا» «طيّارة ورق»، «شريف ونصّ» «رحيل مع الشمس»، «لحظات حرجة» «جنينة الأسماك» تجسّم فيها درّة زروق طموحها في أن تكون ممثلة بحرفية حول هذه التجربة الثرية وآراء أخرى كان «للشروق» حوار مع هذه الممثلة والتي كانت في مستوى رقة مشاعرها ورهافة حسّها. حاورها: رضوان شبيل من الاختصاص في «القانون» الى التمثيل هلتعتقدين أن كفّة الهواية هي التي غلبت؟ صحيح لقد درست القانون والعلوم السياسية ولكن كانت الغلبة للهواية فقد كنت شغوفة جدا بالتمثيل وكانت أوّل أدواري بالمسرح الجامعي. من المسرح الجامعي الى أضواء التلفزة والسينما هل يمكن الجزم بأنك أصبحت تحتلّين مكانة هامة في المشهد السينمائي والدرامي التلفزي المصري رغم قصر المدّة المقضاة في مصر؟ مرّت أربع سنوات على تواجدي بمصر وكنت مركّزة في العمل، جئت من أجل تحقيق طموحي في أن أكون ممثلة وحاولت أن أجتهد بكل جديّة وكان هذا الاجتهاد محفوفا بعدة صعوبات ومشاكل مررت فيها بمراحل صعبة. والحمد الله بشهادة النقاد قد وفّقت، ويرجع ذلك الى حسن اختيار الأدوار التي تقترح عليّ فكان التوفيق من عند الله سبحانه. هل مكّنتك هذه المكانة في مصر من اختيار الأدوار؟ حتى في تونس كنت أختار، فلابد أن يكون للممثل قوّة الرفض مثل قوة القبول للعمل الذي يقترح عليه، فلا يمكن للممثل أن يقبل أي دور. فهناك حدود أختار حسب الأسماء الموجودة معي في العمل والموضوع، وطبعا ليس كل الاعمال تعرض عليّ. كيف تقارنين بين أدائك الفني في أعمالك التونسية وأعمالك المصرية؟ لا يمكن لي أن أقارن فالأعمال تحكمها عدّة عناصر السيناريو، المخرج، الممثلين، الاطار العام فأنا راضية عن أدوار معينة وأخرى بدرجة أقل. ففي مصر الاطار يختلف بحكم حجم الانتاج وعدّة ظروف أخرى. هل هناك خطوط حمراء تضعينها أمام الأدوار التي تقترح عليك؟ بقدر ما أقبل الادوار الانثوية المتحررة بقدر ما أرفض الابتذال والجرأة المبالغ فيها والاشياء التي تصدم الناس، فهناك مشاهد معيّنة أرفضها وأقترح على المخرج اعفائي منها وإن رفض أنسحب من ذلك العمل، كذلك أضع حدودا حمراء حول المواضيع التافهة. هناك من يرى أن الممثلات التونسيات في مصر يقبلن أدوارا جريئة من عراء وغير ذلك ترفضها المصريات؟ لا أتكلّم إلا عن الأدوار الخاصة بي فأنا أتحدى أيا كان يثبت لي مشهدا من هذا النوع فلم أقم بأي مشهد فيه مسّ من الحياء سواء في أعمالي التونسية أو المصرية فهناك ممثلات مصريات يجسّمن أدوارا أكثر «جرأة» كذلك في تونس تواجدت أفلام «جريئة» واقترحت علي عدة أدوار في أعمال مثل «أحاسيس» و«بدون رقابة» رفضتها بسبب مثل تلك المشاهد فأنا تونسية بالأساس وأضع في ذهني أمّي وعائلتي إنهم يشاهدونني فكيف أسمح لنفسي بالقيام بدور مجرّد من الحياء. هل هناك احتراز من أدوار في تونس دون مصر؟ لا توجد مبادئ خاصة بتونس وأخرى بمصر فمبادئي ثابتة لا تتغير مهما كان الاطار، ففي فيلم يوسف شاهين كان لي مشهد في أول الفيلم به قُبلة اقترحت عليه ازالتها من ذ لك المشهد فلبّى طلبي. هل تتحرّجين لو قام بمثل تلك الأدوار مع احدى زميلاتك التونسيات؟ لا أحكم على غيري، كل شخص حرّ في اختياراته. لماذا تحرصين على التكلّم باللهجة المصرية كلما تمّت دعوتك في احدى البرامج الحوارية المصرية؟ لا بد أن يقتنع الجميع ان اللهجة التونسية غير مفهومة في مصر، فكيف لي أن أتكلّم باللهجة التونسية أمام 80مليون مصري يتابعون ذلك البرنامج اضافة الى متابعته من العالم العربي سوف لن يفهمني أحد، فالمهم فحوى الكلام، وليست الفائدة في اللهجة فلماذا نهتم بالشكل وننسى المضمون فالكل يعرف أنني تونسية لست مخفية ذلك. كيف تصفين علاقتك بالصحافة التونسية؟ وهل جمالك وتواجدك في أفلام مصرية مبرر للغرور الذي يصفك به العديد؟ من يصفني بذلك أكيد لا يعرفني، فما يغضبني من بعض الصحفيين ادراجهم لأخبار تخصني يستقونها من الانترنيت أو من المجلات العربية الفنية ولا يتّصلون بي للتأكد منها، فأحيانا أجد تهجّمات في بعض الصحف بدون مبرّر وأقرأ أشياء خاطئة عني، رغم أني تونسية «بنت بلادهم» من المفروض أن يدافعوا عني وليس العكس، فلو يتعاملون معي سيكتشفون حقيقة طبعي، فهم يصدرون عني أحكاما بدون سبب فجمالي هبة من الله سبحانه ليس من صنعي. وليس مدعاة للغرور واجبي هو الاجتهاد وتطوير مستواي الفني، فالفنان اذا اغترّ انتهى واضمحلّ فعلى الانترنات يتواجد قرابة 31 ألف محب لا أملك كل الوقت لاجابتهم. لكن الفنان عموما في حاجة الى النقد بأنواعه؟ أنا مع النقد البنّاء، والدليل أني تقبّلت نقدك لي، أما ما يكتب من «حكايات فارغة» فهي لا تفيدني وإن أوليتها أهمية سوف لن أتقدم ويؤسفني أن يتكلم شخص عن شيء لم يره أو غير متأكد منه فيصبح اتهاما لي في غير محله. هل تزعجك المقارنات بينك وبين هند صبري؟ لا، أبدا هند جاءت الى مصر قبلي ب6 سنوات وكانت المقارنة في بداية الفترة التي تواجدت فيها، ولكن بعد ذلك تمكنت من فرض ذاتي وامكانياتي بعيدا عن كل تلك المقارنات والتي زالت الآن تماما، مثلما قارنوا أحمد الشريف في بداياته بصابر الرباعي. هل هناك تعامل بينك وبين هند في مجال فرص العمل؟ «كل واحد على روحو» لم يسبق لهند أن رشحتني الى أي دور ولم يسبق أن طلبت منها ذلك لقد اعتمدت على نفسي فعندما كنت في تونس لم نكن نعرف بعضنا ولم تكن تربطني بها أي صداقة وتعارفنا في مصر وليس بيننا إلا الاحترام المتبادل. من يعتبر منافسا للآخر؟ كل واحد له أدواره التي تناسبه ولا توجد أي منافسة بيننا، كانت لي في تونس منافسة مع بعض الممثلات. لو طلب منك أحد الموهوبين التونسيين في التمثيل مساعدته في إيجاد فرصة عمل باحد الافلام المصرية كيف سيكون ردّك؟ أبدي رأيا محايدا، عليه أن يفرض نفسه بنفسه. فعندما سألوني في مصر حول «فريال» مثلا قلت إنها مشهورة. في تونس، وأتمنى لكل موهوب أن يجد فرصته، فليست لي السلطة لترشيح أي كان لدور، فنادر ڤيراط عندما جاء الى مصر قدمت فيه شهادة حق فقلت إنه مطرب موهوب لانه يستحق ذلك وأعتقد أن المخرجين هم الأحق بالبحث عن الموهوبين واستقطابهم أما أنا فوظيفتي التمثيل فقط. أظن أنك تمرّين الآن بفترة زاهية من حيث التواجد في عدة أعمال؟ أنهيت يوم الثلاثاء (23 فيفري) تصوير مسلسل «رحيل مع الشمس» إخراج تيسير عبود صحبة عزت أبو عوف، روجينا ونخبة أخرى من الممثلين، وأتقلّد شخصية مخالفة تماما تتميز بالشر امرأة مادية تحرص على تحقيق ثروة بكل الطرق، إضافة الى عمل «لحظات حرجة» صحبة العديد من النجوم، وأيضا مسلسل رمضاني بعنوان: «العار» (تضحك) أرجو أن لا يقع تأويله بأنه جريء وفي رمضان، فهو نوعية مخالفة، يطرح قضايا مهمة. هل تصنّفين المسلسلات الرمضانية حسب المواضيع؟ أنا ضد ذلك، فلا توجد مواضيع ممنوع طرحها في رمضان كالمخدرات أو الدعارة وغيرها فالفن يحكي عن الواقع يكفينا احترازات ففي ماذا يريدوننا أن نحكي فلا يعقل أن تصبح الدراما تمجيدا وتصوّر الواقع الاجتماعي بعكس صورته الحقيقية فالناس أصبح لهم وعي، فالفن يجب أن يعبّر بكل حرية، ففي رمضان الفارط طرحت «يسرا» قضية الاغتصاب في أول أيام رمضان وهذه جرأة مطلوبة. هل يمكن القول إن مصر أكثر حرفية من تونس في المجال الدرامي التلفزي أو السينمائي؟ نعم، بالتأكيد فمصر تمتلك صناعة في هذا القطاع، تنتج قرابة 50 مسلسلا إضافة الى العديد من الافلام. هل تدخل في هذه الحرفية مسألة مصداقية اختيار الممثلين والمخرجين؟ هذا يرجع لطبيعة الاشخاص. كيف تريدين، ختم هذا الحوار؟ أشكر جريدة «الشروق» على هذا الاهتمام وأرسل سلامي لكل قرّائها راجية أن أكون عند حسن ظنهم.