يشرف السيد كمال مرجان عضو الديوان السياسي ووزير الشؤون الخارجية صباح اليوم الثلاثاء بمدينة قصر هلال على اجتماع عام بدار التجمّع إحياء للذكرى 76 لمؤتمر 2 مارس 1934. وتستقبل مدينة قصر هلال بكل فخر واعتزاز الذكرى السادسة والسبعين لمؤتمر 2 مارس، هذه الذكرى العزيزة على كل تونسي نظرا لأهمية هذا الحدث السياسي الكبير الذي يعتبر مرحلة حاسمة في تاريخ تونس الحديث. انعقد مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934 دون مشاركة اللجنة التنفيذية، وأفضى الأمر الى ميلاد تنظيم وطني جديد هو الحزب الحر الدستوري الجديد يسيّره ديوان سياسي رأسه الدكتور محمود الماطري، وأشرف على أمانته العامة المحامي الحبيب بورقيبة، وبدخول هذا الحزب ميدان الصراع مع الاستعمار بدأت مرحلة أخرى في تاريخ تونس، فتحوّل الكفاح التحريري من دائرة الاحتجاج اللفظي الى طور النضال الجماهيري. ولم يلبث الحزب الجديد أن أصبح محط آمال الشعب والمدافع عن تطلعاته في الحرية والانعتاق. وأفضى الالتحام بالجماهير الشعبية الى الاصطدام بغلاة الاستعمار في معارك مشهودة أبدى فيها الدستوريون روحا نضالية عالية وتصميما على تخليص البلاد من الهيمنة الأجنبية وإعادة بنائها وفق تطلعات أبنائها. ولقد راهن الرئيس زين العابدين بن علي منذ فجر التحوّل على انتشال الحزب الاشتراكي الدستوري من الجمود الذي تردى فيه بتجديد رسالته وتصحيح مساره وتطوير برامجه بما يناسب مقتضيات العهد الجديد وعلى هذا الأساس دعا الرئيس زين العابدين بن علي، منذ فجر التحوّل الى تقييم ماضي الحزب تقييما جذريا وتشخيص السلبيات والترسبات التي أعاقت نمو هذا التنظيم العريق وعصفت بمصداقيته، فانتظمت استشارة واسعة في كل مستويات القاعدة الحزبية كانت مناسبة تاريخية لمراجعة الوضع العام للحزب، واجراء نقد ذاتي وبناء ورصد عوامل الوهن والجمود، وفي سياق المسار التصحيحي الذي بشّر به تحوّل السابع من نوفمبر 1987، اجتمعت اللجنة المركزية في دورتها الأولى بعد التغيير، يومي 26 و27 فيفري 1988، لإعادة النظر في تنظيم الحزب وهياكله وطرق عمله في ضوء مقترحات القواعد. وقررت تغيير اسم الحزب الى التجمع الدستوري الديمقراطي وهي تسمية تعكس البعد النضالي العريق للحزب وإرادة جمع كل القوى الوطنية حول مشروع العهد الجديد وتعتمد الخيار الديمقراطي وقد التأمت منذ ذلك التاريخ خمس مؤتمرات هي مؤتمر الإنقاذ ومؤتمر المثابرة ومؤتمر الامتياز ومؤتمر الطموح ومؤتمر التحدي، والتجمّع الدستوري الديمقراطي هو اليوم الحزب المؤتمن على جمهورية الغد بقيادة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي.